مع كل موسم انتخابي تشهده البلاد نلاحظ تكرار الوعود والتعهدات التي يطلقها المرشحون والناشطون السياسيون من الراغبين في خوض الانتخابات النيابية، والتي ما أن تعلن نتائجها حتى تبدأ بالتبخر ويتحول الناخبون إلى متسائلين عن تلك الوعود التي كانت بالنسبة لهم بمنزلة المخلص وطوق النجاة للكثير من المشكلات التي يعيشونها والتي تؤرقهم، خصوصا تلك المتعلقة بحياتهم اليومية ومستقبل أبنائهم.
نعم، وعود كثيرة وآمال كبيرة تتحول إلى جرعات من التثبيط والوهن مع كل انتخابات، فالمشاكل ذاتها والعيوب نفسها رغم أن الجميع ينادون بمحاربة الفساد والسعي للإصلاح، لكن الشعارات شيء والواقع النيابي شيء آخر، ولعل السبب الأول والأخير في ذلك هو المواطن الناخب الذي يتجه في اختيار مرشحه لانتخابات مجلس الأمة بناء على أسس عقيمة سواء من خلال العصبية القبلية والعائلية أو الطائفية، ثم يأخذ بالانتقاد بعيدا عن اعترافه بأنه هو السبب في وصول هذا النائب أو ذاك إلى قبة عبدالله السالم، لذلك علينا جميعا مواطنين ومواطنات أن نحسن الاختيار وأن ننتخب أصحاب الأمانة والكفاءة من أبناء الكويت الذين يحملون صفات حقيقية ويستطيعون حمل الأمانة وفق قناعتنا الراسخة ومعرفتنا للأشخاص، فمهما كانت فائدة المصالح الضيقة كبيرة فإن المصلحة العامة أكبر فائدة خصوصا في المجالات التي لا يمكن أن تتطور وتنهض إلا بالإدارة السليمة والعزيمة الراسخة، فكيف ننهض بالتعليم من غير معلمين أكفاء يعلمون أبناءنا وبناتنا، وكيف لنا أن نثق بمستوى طبيب خريج أو مهندس أو محام ونأتمنهم على صحتنا وبناء بيوتنا وتحقيق العدالة بيننا وكذلك باقي المجالات التي تمس حياتنا ومستقبلنا.
ولله الحمد، أن قيادتنا الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف، يضعون مصلحة الكويت وشعبها فوق كل اعتبار، والجميع متفائلون بالنوايا الصادقة لمحاربة الفساد من جهة وللنظر إلى خير البلاد من جهة أخرى، لكن علينا أن نكون صفا واحدا خلفهم، فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها وبهمة شعوبها، وعلينا جميعا مسؤولية حسن الاختيار لاسيما بعد إعلان سمو ولي العهد «عهدنا عدم التدخل في إدارة الدولة تاركين هذه المهمة للسلطة التنفيذية والتشريعية»، وأيضا قول سموه: «استجابة لواجبنا الوطني والدستوري قررنا اللجوء للشعب ليقوم بإعادة تصحيح المسار»، و«لن نتدخل في اختيارات الشعب لممثليه ولا في اختيار رئيس مجلس الأمة»، نعم هذه دعوة صريحة من سموه، حفظه الله، لأن نكون على قدر المسؤولية باختيار من يمثلنا وأن نكون جادين في اختيار الأنسب والأكفأ من أبناء وبنات الكويت المخلصين، وهذا ليس بالأمر العسير، لكن علينا تحكيم الضمير، وإلا فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ونخسر فرص التغيير للأفضل، فإرادة التغيير الحقيقية بأيدينا كمواطنين، والله الموفق.
twitter: ab_alelyan