بلادنا طبيعتها صحراوية وظروفها المناخية قاسية وصعبة، ومع كل هبة رياح تنتشر الرمال وتمتلئ الطرقات بالسافي في الكثير من المناطق، والتي تتسبب في العديد من الحوادث التي قد يكون بعضها مميتا، كما أن ارتفاع درجات الحرارة المتزايد في الكويت والعالم يدق ناقوس الخطر بشكل مستمر بضرورة المساهمة مع بقية دول العالم بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي بدأت تصيب الكثير من الدول بأضرارها سواء من حيث الفيضانات أو الانهيارات الجليدية أو التصحر والجفاف أو غيرها من الأمور التي باتت تؤثر سلبا على طبيعة حياة الشعوب.
ونحن في الكويت يجب أن تكون لنا وقفة جادة تجاه التغيرات المناخية من جهة، وفي الحفاظ على بيئتنا من جهة أخرى، وهنا نتساءل: أين هي مشاريع تشجير أطراف الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية؟، وأين الاهتمام بالحدائق وزراعة الساحات والمرافق العامة والواجهات البحرية وغيرها، والتي تسهم كلها في تنقية الجو والحفاظ على تماسك التربة والتخفيف من الغبار وزيادة كميات الأوكسجين في الجو والتي تؤدي بدورها الى الحد من أمراض القلب والجهاز التنفسي وأيضا العيون، وذلك لا يكون إلا بالتعاون والتنسيق بين جميع الجهات وفي مقدمتها الهيئة العامة للزراعة والبيئة والكهرباء والماء والأشغال والتربية والتعليم العالي ومعهد الأبحاث.
هناك الكثير من الساحات الترابية ومواقف السيارات والدوارات وساحات المدارس والمخافر وكل الجهات الحكومية والخاصة، فلماذا لا يتم إلزام الجميع بزراعة الأشجار فيها ومتابعتها كما في الدول الأوروبية من خلال أرقام وتكون مسؤولية الاهتمام بها على الجهات التابعة لها تلك الأماكن، ويكون هناك تفتيش دوري عليها، وأن يكون هناك اختيار للأنواع المناسبة من الأشجار الدائمة الخضرة والمناسبة لبيئتنا، مع التركيز على المزارع والحيازات الزراعية، كما يمكن تحديد بعض أنواع الأشجار التي تقدمها الهيئة العامة للزراعة للمواطنين لزراعتها أمام البيوت وعلى الأرصفة ويكون الاهتمام بها من أصحاب هذه القسائم والتي ستعطي منظرا جميلا للشوارع والمناطق وتسهم في تحسين جودة الهواء والجو عموما.
نعم نحن بحاجة إلى مبادرة متكاملة يساهم بها الجميع بدءا من أبنائنا في رياض الأطفال وطلبة المدارس والجامعات والعاملين في جميع الوزارات والهيئات والأهالي لنرى كويتنا الجميلة بأبهى صورة، قال تعالى في سورة «يس»: وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون.
كما حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الزراعة.
وتخيلوا لو أن كل عائلة زرعت ولو شجرة واحدة فقط أمام منزلها كيف ستصبح الكويت خلال سنوات؟
ab_alelyan