قال عنه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تستعملوا البراء على جيش فإنه مهلكه من المهالك.. إنه يصف البراء بالشجاعة والإقدام، فهو الذي تسور الحصن الذي احتمى به مسيلمة الكذاب، وقد عرف هذا الحصن بحديقة الموت من كثرة القتلى الذين سقطوا فيه، حيث كان يتحصن به المرتدون أتباع مسيلمة الكذاب.
اقترح البراء رضي الله عنه على قائد المسلمين في معركة «حديقة الموت» للقضاء على المرتدين أتباع مسيلمة الكذاب، أن يتسور الحصن الذي يتحصن به مسيلمة وأتباعه، حيث طلب من قائد المسلمين خالد بن الوليد أن يرفعه جيش المسلمين إلى أعلى الحصن حتى يلقي بنفسه إلى داخل الحصن ليفتح باب الحصن حتى تدخل جموع جيش المسلمين الحصن للقضاء على مسيلمة الكذاب وأتباعه، ولا شك أنها جرأة وقوة مواجهة، وتمكن البراء رضي الله عنه من بلوغ باب الحصن غير مبال بما قد يواجهه من مقاومة شديدة من قبل جيش المرتدين، وتمكن فيما بعد من فتح باب الحصن لجيش المسلمين، فدخلوا الحصن وحاربوا مسيلمة وأتباعه حتى تم القضاء عليهم. لا شك أن ما قام به البراء رضي الله عنه هو عمل فدائي وشجاعة وبطولة.
«البراء بن مالك» رضي الله عنه هو من الأنصار، وينتمي الى فئة خاصة من الصحابة العظام، وهم الأنصار، الذين اشتهروا بالإقدام والشجاعة. استشهد البراء بن مالك رضي الله عنه في معركة «اليمامة» بعد أن أصيب في المعارك التي شهدها ومنها فتوح العراق وفارس ثمانين جرحا بين ضربة سيف وطعنة رمح، واستمر علاجه بعد المعركة الأخيرة له معركة اليمامة لمدة شهر حتى استشهد.
وهو شقيق الإمام أنس بن مالك، واشتهر بحبه للجهاد والشهادة في سبيل الله.
ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البراء بن مالك رضي الله عنه: «كم أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك»، رواه الترمذي. والله الموفق.