في قلب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ينبض قطاع السياحة بخطى واثقة نحو المستقبل. مع إعلان وزير السياحة بالمملكة أحمد الخطيب عن استقبال 30 مليون سائح في عام 2024، تضع المملكة نصب عينيها هدفا طموحا، وهو جذب 70 مليون سائح بحلول 2030، مما يعكس طموحاتها الكبرى تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس الوزراء، الذي يعد مهندس التحديث الشامل في المملكة.
التوجه السياحي السعودي الطموح، ليس مجرد استقطاب للسياح، بل هو عملية استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية وسياسية، تسهم في تعزيز التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، وتطوير مشاريع ضخمة مثل مطار الملك سلمان الدولي و«طيران الرياض»، حيث تعيد المملكة بذلك صياغة مفهوم السياحة على نحو متكامل يلامس حاجات الزوار من شتى أنحاء العالم، إذ بات الحصول على التأشيرة الإلكترونية السياحية لا يستغرق أكثر من خمس دقائق.
لكن تبقى السياحة الدينية، بما تحمله من قدسية خاصة، العامل الأبرز في جذب ملايين المسلمين سنويا. فالحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة لا يزالان، كما كانا عبر التاريخ، قبلة كل مسلم يسعى لممارسة الشعائر الدينية في أهم بقعتين مقدستين تقعان في المملكة، فضلا عن المسجد الأقصى في فلسطين المحتلة كأولى القبلتين.
على الصعيد الاقتصادي، يسير القطاع السياحي السعودي بخطى حثيثة نحو تعزيز حصته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يتوقع أن تصل مساهمته إلى 10% بحلول عام 2030، في تطور يثبت قدرة المملكة على استثمار مواردها المتنوعة لبناء اقتصاد مستدام.
إن السعودية اليوم، تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس الوزراء لا تطمح فقط إلى إحداث نقلة نوعية في السياحة، بل إلى أن تكون في طليعة الدول التي تقدم تجربة سياحية عالمية تنافس كبار الوجهات مثل تركيا وإسبانيا وغيرهما، وبينما تحتفظ المملكة بخصوصيتها الثقافية والدينية، فإنها تفتح أبوابها على مصاريعها لتجذب محبي السياحة من كل أصقاع الأرض، مستشرفة المستقبل بثقة وتفاؤل.
[email protected]