يتألف الاقتصاد من أربعة قطاعات أساسية هي: القطاع الأول الزراعة والصيد والتعدين، والقطاع الثاني التصنيع، والقطاع الثالث الخدمات، والقطاع الرابع اقتصاد المعرفة، وتنتمي صناعة الترفيه إلى الخدمات، لكنها تزداد ارتباطا أكثر فأكثر بالقطاع الرابع أي المعرفة وأحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الإبداعي.
صناعة الترفيه من الصناعات الرائدة التي تؤدي دورا استراتيجيا ومحوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الصحة العامة، وتغيير صورة المجتمع من مجتمع ميت إلى مجتمع نابض بالحياة جاذب للسياح، وتعزيز السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني. العلاقة بين الإنسان والترفيه علاقة تبعث على السعادة والتسامح والصفاء الذهني والنشاط والحيوية، مما يعزز الدور الإنساني في العملية الإنتاجية للفرد والمجتمع كنشاط مكمل للإنتاج ويحسن من مستويات جودة الحياة والسعادة المجتمعية، ومن المستلزمات الضرورية لبناء مجتمعات مستدامة الشخصية المتوازنة للفرد، حيث ارتبطت ارتباطا وثيقا بالبرامج التعليمية والتثقيفية والترويحية للصغار والكبار، والأنشطة الرياضية، والصناعات الإبداعية المادية واللامادية والروحية، وغيرها من النشاطات الحيوية اليومية في حياة كل إنسان، وأكثر القطاعات الاقتصادية توليدا للوظائف.
نعيش في الكويت حالة اشتباك بين الفكر الثقافي المتنوع والفكر الديني الأصولي حول صناعة الترفيه ومجالاته ومساراته، مع انه لا يمكن اعتبار الصناعات الثقافية عدوا لمورثاتنا وثوابتنا المجتمعية، لذلك يتطلب منا جرأة توازي التنوع الثقافي كأحد أهم التحولات التي يعيشها العالم اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، والتنافسية العالمية لصناعة أشكال جديدة من الترفيه، بما يضمن جذب المستهلك، وفتح فرص جديدة وجني الأرباح للقطاع الذي صار جاذبا لرؤوس الأموال والباحثين عن فرص عمل، ورافدا اقتصاديا لتنمية الاقتصاد والناتج المحلي غير النفطي، وجزءا من الدورة الاقتصادية.
هنا تأتي الإرادة وجرأة القرار لحياة تحتاج إلى الازدهار والتطور، وتحرير الأفكار والعقول بمعالجات علمية وفكرية معمقة لتفكيك الاشتباكات المعقدة في الأفكار، وبين ذهنية الماضي وذهنية الحاضر والمستقبل.
إيجاد تشريعات وآليات مشجعة لخلق صناعة ترفيه وجذب القطاع الخاص، عبر ترسيخ فكرة الارتباط بين الترفيه والإنتاج بمشاركة اختصاصيين للربط بين مسائل الترفيه والأبعاد التنموية والمجتمعية.
الكويت تمتلك عقولا ومبادرات إبداعية للنهوض بهذه الصناعة، لكنها تحتاج إلى تكامل مؤسسي واهتمام ورعاية، لتنمو وتسهم تدريجيا بأثر اقتصادي متنام ومستدام لصناعة متطورة، الأمر لا يقتصر على المؤسسات الرسمية فقط، وإنما هو فعل مجتمعي عام كأحد أهم مدخلات التربية التي تمثل المجتمع وتحصنه من العنف المجتمعي والتطرف والتعصب، وتمكنه من النظر إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية، وقدرة على خلق بيئة وفرص استثمارية سواء كان في مجال السياحة أو الفنون أو الثقافة كمدخل اقتصادي استثماري لا يتلقى الدعم والرعاية فقط من الجهات الرسمية.
الجهات الاقتصادية عليها أن تدرك أهمية صناعة الترفيه في بناء منظومة ثقافية، فنية وابداعية مجتمعية تسمح بمشاركة فكرية وإقرار ثقافة الحوار، حتى لا نبقى أسرى العزلة، أو الإلغاء، أو الإقصاء، وتجاهل الشعوب والحضارات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية والسياسية والاقتصادية القائمة في العالم بشكل يليق بالكويت كمنارة الإشعاع الحضاري والثقافي والتنوير.. ويخطئ كل من يعاند هذه الحقائق أو يتجاهلها!
عز الكلام: النمو الاقتصادي والازدهار يجعل المجتمعات أكثر سعادة.
[email protected]
Nesaimallewan