الكتاب ينأى بنا عن ضجيج الحياة يأخذنا حيث الهدوء والخيال والحكمة والتفكر والراحة، يفتح الآفاق في عقولنا ويزيل الجهل. رحلة جميلة إلى عالم المعرفة تساعدنا على تنمية عقولنا وزيادة ثروتنا المعرفية إلى جانب قيمته الثقافية المتمثلة في تعزيز الوعي ونشر المعرفة والانفتاح على العالم. معرض الكتاب مهرجان ثقافي ينتظره الجمهور بشغف، يحتفي بالفكر ورواده، فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها، بمشاركة أهم الكتاب والمثقفين العرب بالإضافة إلى أهم دور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي.
كما يلعب دورا ثقافيا ومجتمعيا مهما كجسر ثقافي لفهم الآخر، ومنصة ثقافية تسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي والفني بين شعوب العالم، فضلا عن دوره في الحراك الثقافي للمجتمعات، ويحفظ للكتاب قيمته وأهميته ودوره البارز في تطور الإنسان والتغير للأفضل، إلا أن اللافت في هذا الخصوص الرقابة المتشددة ومنع بعض الكتب في الكويت.
وسط ضغط جماعات الإسلام السياسي المتشدد الذين يتحكمون في كل شيء في انقلاب واضح على الانفتاح في الكويت في زمن أصبح المرء يتواصل فيه مع أي مكان أو حدث في العالم من خلال هاتفه الذكي. محاولة لفرض وصايته على المجتمع، وفرض سيطرته على الثقافة والفنون والمبدعين، رغم أن المادتين 36 و37 من دستور الكويت تشيران إلى أن حرية التعبير والنشر متاحة للجميع.
وسط هذا العالم المفتوح وفي زمن التحولات والمتغيرات على الرقيب إذا كان لابد من وجوده أن يكون مثقفا أو قارئا، أو متمكنا من أدواته المعرفية، ليتمكن من تفسير محتويات الكتب الواقعة تحت طائلة المنع ضمن سياقاتها الموضوعية.
الرقيب اليوم ينتقي من الرواية أو الكتاب عبارة أو كلمة قد يمنع الكتاب بسببها!
المنع للكتب وتفريغ الكتب من دورها الاجتماعي كأحد عوامل التغير يحتاج إلى أن نتوقف عند جدواه، وتحرير العقول والإبداع من الوصاية الفكرية.
تعد الحرية الثقافية أهم مكونات المجتمع، لأنها تصوغ العقل الإنساني.
الكويت منذ تأسيسها تبنت مفهوما واسعا للاستثمار في الثقافة، وردم الفجوات الثقافية بين شرائح المجتمع وأفراده، دورها الثقافي والتنويري حاضر وسيبقى بثقافتها العربية الواضحة بإيجابية مع الحفاظ على أصالة هويتها مع مواكبة التطورات المعاصرة في مجال الثقافة، وإسهاماتها الثقافية في محيطها الخليجي والعربي.
معرض الكتاب إلى جانب قيمته الثقافية المتمثلة في تعزيز الوعي ونشر المعرفة ونقل المجتمع إلى مجتمع قارئ باحث مطلع، كمقدمة أساسية لتحقيق نهضة شاملة تعليمية، اقتصادية، تنموية، فكرية، والتشجيع على القراءة، وهو ما يقتضي التشجيع على التفكير المستقل، والتعبير الحر عن الأفكار فهذه هي غاية الثقافة والمعرفة.
إلا أنها من جانب آخر تعد قيمة اقتصادية عندما يتم توظيفها واستثمارها لخدمة وتعزيز الاقتصاد الوطني ورفع مساهمتها فيه، واحد أهم روافد التنمية، من هنا ينبغي أن تتمثل تلك القيمة أو الأهمية الاقتصادية هنا في معرض الكويت للكتاب خاصة لتنشيط الحركة الاقتصادية، وتحقيق عوائد جديدة من خلال سياسات التنويع، على رغم ما يحيط الكتاب الورقي من تحديات إلا أنه سيبقى محافظا على مكانته وخصوصا أنه يدخل كل بيت ويمكن قراءته في أي وقت، ولا تنفد بطاريته كما تنفد بطارية الأجهزة الذكية.
ركيزة من ركائز الانطلاق نحو المستقبل بمداد من المعرفة والعلم لبناء جيل مثقف على وعي بمكنونه الثقافي والقيمي ليكون عونا له على مواجهة التحديات التي لا تلبث أن تتصاعد وتيرتها في عالم سريع التغير.
مع الانفتاح الحاصل اليوم مع سهولة الوصول للمعلومة وطرق الحصول على الكتب متعددة.. تبقى الرقابة الذاتية هي الأفضل!
٭ عز الكلام:
«اتخذت الإمارات الإبداع والابتكار طريقا، والإبداع لابد له من أسس ودعائم، وتلك الدعائم موجودة على صفحات الكتاب وبين غلافيه، فافتحوا لهم طريق المعرفة، واجعلوا من البحث والاطلاع عادة دائمة لهم منذ الصغر ليخرج من بينهم خبراء وعلماء يحملون مسؤولية التطوير ويواصلون مسيرة التقدم والبناء». (صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم).
[email protected]
Nesaimallewan