العلاقة بين المجلس والحكومة وترتيب الأولويات بين ما هو مهم لدى المجلس وأهم بالنسبة للحكومة، ومجلس على مدى شهرين لم يلتمس المواطن أي اهتمام من قبل النواب بقضاياه وهمومه، وإذا لم يظهر المجلس استعدادا للتعاون مع الحكومة والبعد عن المناكفات السياسية، والعمل بشكل واضح وسريع لحل قضايا جوهرية وملفات عديدة، فسيستمر التدهور نتيجة المعارك السياسية والشخصانية الشديدة، وتفويت فرص الإصلاح والتطوير، إلى جانب عالم التواصل الاجتماعي والصراعات السياسية والبحث عن الترند من قبل بعض السياسيين والنشطاء.
هنا يجد المواطن نفسه في حقل واسع من الإحباط واليأس، وأنا واحدة من الناس أصابتني حالة من الإحباط في ظل إيقاع حياة متسارع وعالم يسابق الزمن لتحقيق منجزات ومكتسبات واستحقاقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، والحلم بمستقبل يحاكي تطلعات شعوبهم، ورؤى تحاكي بمفرداتها المستقبل في المجالات كافة، مما يجعلنا نعيش حالة عجز عن الخروج من دوامة المجلس والحكومة، ومجلس منتخب يبحث عن تكسباته السياسية فقط.
الإيجابية نعمة من الله عز وجل على الإنسان، وعندما تنعدم من حياة الإنسان تصبح عيشته في كدر كيف لا؟!
والإيجابية تعتبر ضابط الإيقاع ومحور الارتكاز وعن طريقها يصبح للحياة معنى وهدفا.. فكان الحل:
الهروب مع كأس العالم بشجونه وشؤونه، ومن منا لا يتابعه ليعرف كل صغيرة وكبيرة عنه لحظة بلحظة، وستظل القوة الإيجابية الهائلة التي تتسم بها، وسيظل الشغف لها ممتعا، مصدرا للسعادة والراحة، والقدرة على توحيد الناس، بغض النظر عن العمر، أو العرق، أو الجنس أو الثقافة أو الجنسية، من أكثر الأشياء الإيجابية هو الفرح الصافي الذي يمكن أن ينتج عن لعب جميل وفوز لفريق نشجعه.
كرة القدم لعبة عاطفية يمكن أن تثير شغفا كبيرا أحيانا فيكون الأمر ممتعا، وفي أحيان أخرى لا يكون كذلك، لكن أي شيء يمكن أن يبرز هذا النطاق من المشاعر المتطرفة الخام لدينا هو شيء جيد.
نعيش شهرا كاملا مع كرة القدم مشغولين بما يجري فيها بعيدا عن كل ما هو محبط ومزعج، حياة وسعادة ومتعة وتنافس حضاري وعالم متكامل بكل أبعاده وطقوسه وثقافاته وحضاراته، سحر الجميع بأجوائه وأحداثه وأكد أن هذه الكرة بصورتها الحالية وما يحيط بها من إبهار وتطور، وما يقدمه نجوم اللعبة من فنون ولمحات، وبما يفرضه التنافس بين مدارس الكرة المتعددة، أدخلت السعادة إلى نفوس الناس.
فمشاهدة المباريات وما يحيط بالبطولة من أحداث ومناسبات وقضايا شيقة ومثيرة، تؤكد أن العالم كله يريد أن يرتاح وأن يهرب من شؤون حياته الصعبة المحبطة للأغلبية، وأن ينفس عن نفسه من تعقيدات السياسة والاقتصاد والحروب والمشاكل التي فرضتها الحياة المعاصرة وضغوطاتها التي لا تتوقف.
كثير من مشكلتنا الفردية أو الاجتماعية نحتاج في حلها إلى أن ننظر في تجارب غيرنا وفي نجاحات أشباهنا، ذلك أن الإنسان بطبعه يميل إلى التقليد والاقتداء تحركه عواطفه ومشاعره إلى أن يحاكي البيئة المحيطة به.
٭ عز الكلام: تنظيم قطر لكأس العالم 2022 هناك دروس وعبر، وهناك إيجابيات ندرسها بعناية وعمق، ومواجهة التحديات مهما كانت كبيرة، تتم بالعزم والتصميم والإرادة الصلبة، يضع الهدف ويرسم الطريق ويحدد الملامح، يواجه المخاطر ويركب الصعاب ويبتسم للفرص ويصافح التحديات، وتمثل البداية لتحقيق ما عجز عنه الآخرون.. وأن الإنجازات تبدأ بحلم.
[email protected]
Nesaimallewan@