نستعد لاستقبال عام جديد، ندعو الله أن يكون عام السلام والمحبة والأمن والتسامح، والعالم يحتفل في الأسبوع الأخير من ديسمبر من كل عام بعيد ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام رسول السلام والمحبة، «عيسى ابن مريم» وأشجار الميلاد تملأ جوانب العالم لتعدنا بالأمل.
في الوقت الذي تستعد البيوت والأماكن العامة لاستقبال رأس السنة بوضع وتزيين شجرة الكريسماس، تبدأ أسطوانة كل عام بالدوران وأن احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة والمشاركة فيها حرام ومنكر عظيم، وحرام على المسلم وضع شجرة الميلاد، ويجب إزالتها من الأماكن العامة، بدعة جديدة يبثها حراس الدين والأخلاق، وفكر ينخر في العقول.
ظاهرة دخيلة على مجتمعنا الذي يؤمن بأن الله محبة وجميع الأديان لا تدعو إلى غير المحبة، أما باقي التفاصيل فلا يحاسبنا عليها غير الله سبحانه وتعالى.
يقول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، والنظر للعالم من مبدأ الإنسانية، وليس من المنظور الشخصي الضيق أو الفكري المحدود المتعصب لفكرة أو رأي، والاعتقاد الشخصي والفكري بامتلاك الحقيقة المطلقة.
وما يقال عن التهنئة بعيد الميلاد يقال أيضا عن رأس السنة الميلادية رغم أن رأس السنة الميلادية لا صلة لها بالعقيدة، وإنما هي مجرد بداية تقويم ميلادي جميعنا نتعامل به في حياتنا اليومية والمهنية ونعيش به بشكل يومي، فمن الطبيعي أن نحتفل بنهاية سنة وبداية سنة جديدة.
أفكار تحيط بنا بكل مكان متشددة تحرم الفرح، وأصبح طقس شراء شجرة الكريسماس وتزيينها ووضع الأضواء كأحد الطقوس المبهجة والتي يحرص كثيرون عليها باختلاف دياناتهم محرمة، وتحرم التعبير الراقي عن مشاعرنا تجاه الآخر.
الآخر ليس عدوا أو شيطانا، وأن من يختلف معنا ليس بالضرورة أن يكون على خطأ، الله محبة وسلام في كل الأديان، أغلقوا الأبواب أمام أصحاب هذا الفكر التمييزي تجاه الآخر المختلف، وأفكار الإقصاء والتطرف فيغلف كل احتفال وفرصة للفرح بتطرف صناع النكد وأعداء الفرح.
خلق الله الإنسان حرا تعشق روحه الحرية، وهو من يملك القرار فقط كيف يعيش ويفكر.
الإسلام دين الوسطية والاعتدال وليس التشدد والتطرف، لنتعاون جميعا على نشر ثقافة التسامح والسلام والمحبة بعيدا عن أي فوارق دنيوية، ولتتوحد المعاني الإنسانية في قلوبنا.
الكويت كانت ولاتزال وستبقى دولة قائمة على الإخاء الإنساني والتعايش، والتسامح الإنساني والتقارب الحضاري محبة للسلام، ومركزا للتسامح وقبول الآخر، والتلاقي الفكري والثقافي والديني، وأن هذا الآخر قيمة مضافة يثرينا بتجاربه وثقافته المختلفة، وعدم السماح بالتعايش مع أي أفكار متطرفة.
٭ عز الكلام: مع نهاية عام وبدء عام جديد، ترفع الدعوات إلى الله بأن يكون المقبل أكثر طمأنينة وخاليا من الحزن والآلام والأوجاع، وأن يعم الخير والحب، جعله الله بنوره وفضل منه بداية طريق للسلام لكل إنسان لكل أسرة وللعالم أجمع، وأن يحفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر ومكروه، وأن تعود الكويت كما كانت لؤلؤة الخليج بجهود المخلصين من أبنائها.
[email protected]
Nesaimallewan