[email protected]
Nesaimallewan
الإنسان مدني بطبعه يستوقفه كل ما هو جميل قد يكون صوتا آتيا من وسط الحياة، وجها ذا ملامح جميلة، أو الزهور حين تزهر في الشتاء، واللون الأخضر حين يكسو الأرض بعد المطر، أو لوحة مرسومة بإبداع، جماليات تأخذ الإنسان في اتجاه إيجابي وهو يحيا حياته الفردية والجماعية، ويتقلب في آلاء هذه البسيطة.
الإنسان خلق مفطورا على حب تذوق القيم الجمالية في كل فعل يفعله أو يفعل له، وفي كل ميسر يسر له، فيترفع عن القبيح والرديء.
قال تعالى: (ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين).
المعنى هناك هدف من أهداف البروج، وهو الاستمتاع بالنظر إليها، من جملة الأهداف أن الإنسان ينمي حسه الجمالي من خلال الاستمتاع بهذه البروج.
الإحساس بالجمال إدراك أولي، فإذا نمي هذا الإدراك وربي ودرب أصبح ملكة تأخذ أبعادها في داخل النفس وأعماقها، ويصبح الجمال جزءا من أي عملية إدراكية، يحسب له حسابه، وحينئذ يتكون لدى الإنسان حس جمالي أو ما يسميه البعض ذوقا جماليا تكون له القدرة على إدراك الجمال مباشرة حيثما كان وأينما وجد.
فإذا تجاوزنا السطح وذهبنا في الأعماق وتجاوزنا النظرة العابرة المباشرة إلى تكرار النظر، أو الوقفة المتأنية، فإننا نكون أمام التذوق الجمالي.
تنمية الحس الجمالي والارتقاء بالذوق مهمة الدولة والمؤسسات الثقافية والتربوية التي تسهم في تنمية القدرات الابتكارية والمهارات الإبداعية والحس الجمالي، مما ينعكس على الفرد والمجتمع، ويسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وزيادة التطور الجمالي والإبداع الصناعي، كما من شأنه أن يحسن حياتنا ويسعد قلوبنا وقلوب من حولنا.
ولا غرابة مما أصبحنا نعيشه اليوم من رداءة وقبح، مع العنف والفكر المتطرف، والتفكير الأحادي والجهل، أمسينا نخاف على أطفال اليوم من الغد، فكل ما يتلقاه الطفل عبر مؤسسة الأسرة والمدرسة وكذا الشارع، ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو ما سيكون عليه في المستقبل.
التربية الجمالية مدخل للتربية الأخلاقية وبناء الشخصية الإبداعية عند الأبناء، فأين التربية الجمالية من التعليم عزيزي المسؤول؟!
الوعي والارتقاء بالحس الجمالي واستشعار الجمال وتذوقه من مصادر متعددة، وإدراك جماليات العلوم، وجمالية الوجود، قوة خارقة للسمو بالإنسان إلى مصاف الكمال، والترفع عن كل المساوئ والابتعاد عن القبيح، تساعد الإنسان على الجمع بين الإحساس العالي، والعاطفة الحقيقية والعقل الواعي في لحظة واحدة، مميزات تصنع شخصيات متوازنة على قدر من الوعي والحكمة ذا تأثير إيجابي تغير نظرته للحياة ويرتقي بأفكاره وإحساسه وردود أفعاله، إنسان حقيقي حر صاحب رؤية ورسالة.
علاجا للبيئة لأن البيئة في حاجة إلى إنسان يحب الجمال ويتذوقه في نفسه وفى كيانه، ويعجب به في مدينته التي يعيش فيها والبيئة المحيطة من حوله، كمؤشر وهدف أساسي لتحقيق إنسانية الإنسان الذي يسعى إلى السلام والأمن والرقي والمدنية والحضارة ومن أجل حياة أفضل.
٭ عز الكلام: حياتنا اليومية تعج بالصراعات السياسية والاقتصادية ومادياتها الخانقة للأرواح والأنفس، نحتاج للجمال كوسيلة لتفريغ الشحنات السالبة في عالمنا اليومي، لتسكب ماء مثلجا بردا وسلاما على عقولنا وأرواحنا ومشاعرنا، فتطفئ لهيب الحياة وتمنحنا الاستقرار والهدوء النفسي، فننمي ثقافة حب العلم والتذوق والجمال والمحبة بصفاء ذهني وقلبي وروحي معا.