أطفالنا هم المستقبل بشتى الميادين، هم الثروة والاستثمار والاستدامة، لذلك لابد من صقلهم من صغرهم، وإعطائهم حقهم من الرعاية والحماية والعناية، وأن نكون سندهم وعضدهم وساعدهم الذي يقودهم إلى بر الأمان.
مع تطور الحياة والتقدم العلمي الكبير والطفرة التقنية المتلاحقة، وتعدد أنواع التفاعل والتأثير الاجتماعي والثقافي، تعددت العوامل والوسائل المؤثرة في تربية أبنائنا، وتوجيه سلوكهم، وصياغة شخصيتهم، والتعامل مع متطلبات عالم اليوم بتحدياته الكبيرة والكثيرة، فهذا الجيل تصوغ أفكاره مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت.
الأسرة هي المسؤول الأول عن تربية الطفل، حيث تشكل لديه مختلف الاتجاهات والقيم والمعايير السلوكية المرغوب فيها، وتشكيل أخلاقهم وسلوكهم، هي التي تكسب الطفل قيمه، قيم يتلقاها في سنواته الأولى تحدد عناصر شخصيته، وتميز ملامح هويته في سلوكه وأخلاقه، ومسؤولية الوالدين بغرسها في نفوس أبنائهم وليس التركيز فقط على السعي من أجل تأمين الرزق والانشغال بمتطلبات الحياة، والعلاقات الاجتماعية، أو الانشغال بخلافاتهم الأسرية.
لجوء الطالب إلى الغش والاستسهال يكون إما لأنه يريد كل شيء بشكل سريع، فلا يتحمل الجلوس لساعات من أجل الدراسة والملل من القيام بالواجبات المدرسية، والبعد عن الاجتهاد، أو أن هناك جوانب نفسية قد تدفع الطالب للغش حالت بينه وبين الدراسة أو القيام بواجباته، وهذا لا يعني أن الجميع لديه الأسباب نفسها، لذا يجب البحث عن طرق تساعدهم في شرح ظروفهم وتحقيق المساعدة الحقيقية، والابتعاد عن الغش والاستهانة بما يريد القيام به.
الغش ظاهرة خطيرة وغير مقبولة ومربكة للمسيرة التعليمية، انتشرت بشكل واسع في المؤسسة التعليمية، وباتت أمرا مقلقا وعائقا في عملية تقييم معارف وقدرات الطلبة، وهذا ما أثر سلبا على تحقيق مبدا تكافؤ الفرص بين الطلبة، لذلك لابد من البحث عن طرق العلاج الفعالة وإبراز الحلول الوقائية في القضاء على الظاهرة بين أوساط الطلبة.
الطلبة الذين تعودوا على عمليات الغش ومارسوا هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم... «طبيعي اللي يغش اليوم يغش باجر»!
الأمر الذي يتطلب تعاون الأسرة ببناء نماذج جادة ومؤمنة بحقيقة الجهد وصولا إلى النجاح، والتعامل مع أبنائهم بطريقة ذكية والتقرب منهم وتشجيعهم من أجل التخلص من مشاكلهم مع الغش، حيث إنه من غير المنصف أن تتخلى الأسرة عن دورها الرقابي تجاه أبنائها وتبتعد كل البعد عن دورها الرئيسي بتربية وتنشئة الأبناء وتنشغل عن الأبناء بشواغل لا تسمن ولا تغني من جوع، فالصلاح من الله والأدب من الآباء.
والمدرسة عليها دور في التوعية والإرشاد وإعادة النظر في منظومة التعليم ووضع نظام جديد بمشاركة علماء التربية والاجتماع والنفس والهيئات التعليمية، كما ينبغي مد جسور التعاون بين الأسرة والمدرسة، وتفعيل دور مجالس الآباء والأمهات بالمدارس وإيجاد جو من الثقة والتعاون مما يساعد على النهوض بالأبناء نحو الرقي والفلاح والبناء القويم والتربية السليمة الواعية المعطاءة.
نحن بحاجة إلى وقفة جادة لمواجهة هذا السلوك المشين وتعاون جميع الأطراف المعنية وتكثيف الجهود من آباء ومعلمين وتربويين ومسؤولين وطلاب وكل من له علاقة.
عز الكلام: الغش منتج لسوء التعليم، وغياب الضمير، والواسطة ثقافة مجتمعية.
[email protected]
Nesaimallewan@