الوطن هو الرابطة التي تشدنا أينما حللنا وارتحلنا، هو كل شيء وقبل كل شيء هو هدوء الحياة ونظامها الدقيق المتوازن والصارم الذي ينظم الحياة، يعطي كل شيء، ويهب معنى الإنسانية، والولاء للوطن هو الرابط الرئيسي الذي يتحقق من خلال الاختيار والرضا والإخلاص غير المشروط.
الاهتمام بمنجزاته والمحافظة عليه والحرص على استمراريته ونمائه، والبعد عن مواطن الفساد ومحاربته بكل أشكاله ومستوياته، احترام الآخر المختلف بعناصره المتعددة، سواء الفكري منه والثقافي، أو الديني والمذهبي، أو العرقي والقبلي في إطار من التسامح.
لا ضرر من أن يكون للفرد انتماءات قبلية وطائفية وعرقية، فلا خطر من تعدد هذه الانتماءات، ولكن ينبغي ألا تتعارض أو تعلو فوق الانتماء الوطني الذي يظلل الجميع بمظلته وحمايته، وإلا ستفكك أواصر المجتمع الواحد، وتهدد أمنه الداخلي والخارجي، خصوصا مع بروز تيارات سياسية تتخذ من الأغطية الدينية ستارا في محاولة لفرض إرادتها على المجتمعات.
الاحتفال بالأعياد الوطنية يعيد إلى الأذهان ما كان من أحداث وتجارب جمعت بين فئات الشعب، لم يفرقهم رأي أو اختلاف، وتمجيد لأيام في تاريخها مشرقة، وجزء لا يتجزأ من ثقافتها الوطنية وموروثها الحضاري، ووسيلة من وسائل ترسيخ بعض المفاهيم الوطنية كالتلاحم والتآلف والكفاح والتضحية الوطنية، ومواجهة المستقبل بإيمان عميق وقلوب تملؤها الثقة والعزيمة والأمل.
مناسبات يجتمع حول قيمها ومبادئها كل شرائح المجتمع كبار وصغار، أفراد ومؤسسات، تأكيدا على تضامنها ووحدتها وشيوع روح الأخوة بين أبنائها، حصن منيع ضد المتغيرات السياسية والاجتماعية والسياسية.
المشاركة الفاعلة لأبنائنا في المناسبات الوطنية والتفاعل معها يعززان الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية من خلال تدريسهم تاريخ وطنهم وتثقيفهم بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن، مما تساهم بربط واقعهم بجذورهم التاريخية الأصيلة والمحافظة على الذاكرة الوطنية الجماعية، لتملأ نفوسهم وعقولهم بالارتباط بأرض الوطن المعطاء، الذي كرم شعبه، وأعلى قدره، واحتضنه واحتواه وكان له المظلة الحامية والحصن الحصين.
أعيادنا الوطنية أيام مميزة وغالية على كل كويتي، حيث فيها تزدان الشوارع والبيوت والمؤسسات بأعلام الكويت التي ترفرف عالية خفاقة فوق اسطحها وعلى مبانيها.
مناسبة وطنية غالية نتمنى من الشباب أن يعوا دورهم في رفعة شأن وطنهم، والسعي نحو التآلف والتآزر، ووضع أيديهم بأيدي قادتهم، وعدم الانسياق وراء ما ينشره الحاقدون والأعداء الذين يؤججون روح الفوضى وعدم الانضباط.
نأمل أن تساهم هذه المناسبات الوطنية في حفز الهمم والارتقاء بالطاقات والقدرات في القطاعات كافة، وإنعاش الابتكار والإبداع، مما يعزز مكانة الدولة على الساحة الخليجية والعربية والعالمية ويعزز ريادتها في المجالات المختلفة.
اعتزازنا بأعيادنا الوطنية ينبع من وفائنا وحبنا لأرضنا الطيبة الكويت دائما وأبدا، وسنعمل لأجلها وعزتها ونمائها..
عادت أعيادك يا كويت..
اللهم أدم على الكويت وشعبها وقيادتها أفراحها، وجنبها كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظها من شر كل حاقد وحاسد وفاسد وجاحد وكائد.
٭ عز الكلام:
كويت يا كويت.. يا خطوة تجاسرت على المحال
كويت يا كويت.. يا غاية بمثلها لم يحلم الخيال
يا ديرة المحبة والأهل.. والأحبة
يا شاطئ الحنان يا ديرة الجدود.. مفتوحة الحدود لطالب الأمان
(حديث السور- شعر د.عبدالله العتيبي).
[email protected]
Nesaimallewan