يقاس تقدم الأمم بالتزام مجتمعاتها بالثقافة والسلوكيات الصحية والتي تبدأ من الأسرة بنشر الوعي الصحي بين أعضائها وبما توفره الدولة من إمكانيات صحية لمواطنيها وبرامج توعوية صحية بهدف تحفيز المواطنين على الشعور بالمسؤولية وتزداد أهميتها في مواجهة الأوبئة.
ولما كانت الكويت كبقية دول العالم الحريصة على أن تعمل جاهدة لمواجهة جائحة «كورونا»، فقد بذلت كل ما في وسعها لحماية المجتمع من هذا الوباء، حيث كانت من أولى الدول التي قامت بشراء اللقاحات المعتمدة وتوفيرها للمواطنين والوافدين على حد سواء بهدف تكوين مناعة مجتمعية تجاه هذا الوباء، كما اتخذت العديد من الإجراءات، التي كانت لها تأثيرات سلبية على المجالات الاقتصادية ولكن ذلك كان أمرا لا مفر منه، وبدأت الحكومة بتخفيف بعض تلك الإجراءات مع التنويه بأهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية.
وفي المقابل نجد هناك فئة من المجتمع رافضة للتطعيم، وقد عبرت عن رأيها برفضه أو الإجبار عليه، ومع احترامنا لوجهة نظر هذه الفئة، لكن يبقى أن الحفاظ على صحة المجتمع مسؤولية حكومية مع احترام خصوصية الآخرين بعدم أخذ اللقاح، ولكن يبقي للإجراءات الحكومية دورها في فرض ما تراه مناسبا لحماية المجتمع من هذا الوباء. لم تكن الكويت هي الوحيدة التي تفرض بعض الإجراءات تجاه غير المطعمين بل هناك دول أجبرت الموظفين غير المطعمين على أخذ إجازات غير مدفوعة الأجر كروسيا، وأيضا كما نلاحظ تمرير الجواز الصحي بين دول العالم. إذن، فللمواطن حرية في أخذ التطعيم من عدمه وبالمقابل للدولة الحق في فرض إجراءاتها التي تراها سليمة لفرض الأمن الصحي في المجتمع.
هنا يأتي دور الوعي الصحي بين أفراد المجتمع وما يجب على الإعلام الرسمي أن يقوم به في نشر الثقافة الصحية تجاه تلك الآراء المعبرة عن رفضها للتطعيم وبيان المخاطر من عدم أخذ التطعيم والإيجابيات المنتظرة من ورائه حماية للفرد وأسرته، وصولا إلى حماية المجتمع وكذلك مواجهة الشائعات التي تروج لمخاطر التطعيم والتي بسببها يرفض البعض أخذ اللقاح.
فهل نعي خطورة هذه المرحلة من تحور الجائحة وازدياد الحالات المصابة بأخذ التطعيم والذي نأمل من الله عز وجل أن يكون نافعا ويقلل من نقل العدوى حماية للمجتمع؟
[email protected]