بداية، نستذكر بكل فخر واعتزاز تضحيات الشعب الكويتي أمام الغزو العراقي الغاشم عام 1990 الذي ضرب بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات وحُسن الجوار، وعلى أولوياته الالتفاف حول القيادة الشرعية الكويتية والتي بفضل الله تعالى أفشلت المخطط الإجرامي لابتلاع الكويت، ووقف العالم أجمع مع الحق الكويتي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول الخليج العربي.
وقد ضحى الشعب الكويتي بالغالي والنفيس وقدم الكثير من الشهداء والأسرى ليثبت للعالم أجمع أنه لا بديل عن الشرعية الكويتية والانسحاب من أرض الكويت الطاهرة، وهذا ما تم بحمد الله وتتويجه بمؤتمر جدة الشعبي الذي أعطى الحكومة الشرعية غطاء شعبيا ورسميا أمام العالم وتوج بتحرير الكويت بعد سبعة أشهر من الاحتلال!
لقد عادت الشرعية الكويتية إلى أرض الوطن وبدأت عملية إعادة البناء وأولها إطفاء آبار النفط الكثيرة في وقت قياسي بفضل تضافر الجهود الحكومية والشعبية. كما أوفت القيادة السياسية بمخرجات مؤتمر جدة الشعبي، وتوالت إعادة البناء بدءا من إزالة الألغام المنتشرة في الصحراء وبين المنازل حفاظا على سلامة الأرواح.
ومن الأشياء التي تذكر للسلطات الكويتية، البدء بعمل لجنة التعويضات بالتنسيق مع الأمم المتحدة وإنشاء لجنة الأسرى والمفقودين والتي ما زالت إلى الآن. لقد بين المجتمع الكويتي معدنه الأصيل بالحفاظ على وطنه والاعتزاز بحكامه الذين لا بديل عنهم لأنهم صمام الأمان الذين ارتضاهم الشعب الكويتي حكاما لأكثر من ثلاثمائة سنة مضت.
فما أحوجنا اليوم إلى استذكار تلك الفترة العصيبة من تاريخ الكويت الحديث وتدريسها للأجيال الحديثة بصورة واقعية وصادقة عبر لجنة من الثقاة تنقح التاريخ من الشوائب والبعيد عن المجاملات.
كما يجدر بنا أن نسمو فوق الجراح ويعود أبناء الوطن من الخارج لفتح صفحة جديدة مع أبناء الكويت، وهذا ليس بغريب على القيادة السياسية الكويتية.
[email protected]