الاختلاف بين الناس حالة طبيعية في الوجود الإنساني، لأن وجود الإنسان ذو طبيعة وظائفية وذو غايات وأهداف سامية لذا فهو يحتاج إلى تنوع وتعددية من جوانب عديدة لكي يقوم كل صنف من المخلوقات بالدور والمهمة التي تهدف حياته إليها.
وعلى ضوء ذلك التنوع تنشأ الوحدات الاجتماعية المستقلة لكي تتكامل عبر التعارف الذي هو في حقيقته سيادة الحب والفضائل الأخلاقية في جو مشبوب بالتعاضد والمساواة والشفافية والعدالة الاجتماعية وهذا التكامل يعني أيضا تجاوز كل السلبيات التي تهدد حالة الطمأنينة المجتمعية وهذا الاختلاف والتنوع للحياة مظهر التجدد يبعدها عن الخمول وينهض بالمجتمع من حيث تنويع الإنتاج الإنساني ومن تكثير النشاطات النافعة.
ويظل هذا الاختلاف المنتج للتعددية ايجابيا ومفيدا طالما كان ينبع من تلك الفروق الفطرية والتباينات الموضوعية التي تحترم الحق والعدل.
وبهذا يكون الاختلاف طبيعيا وهو عين الوحدة ومصدر الحرية وينبوع التقدم والتطور المتدفق في شرايين الحياة الحضارية.
اخيرا اقول ان مجتمعنا يواجه روح التشاؤم ولذلك يجب أن نحيي من جديد روح الثقة بالذات الإنسانية المرتبطة بقيم الروح والإيمان عندئذ يصبح العدل هو معيار المجتمع وميزانه وتصبح الحرية والاحترام المتبادل شرطا لاستمرار حياة الانسان.
ان عالمنا المعاصر يحمل الكثير من التنافس والتناقض وحمل الناس على الرأي الواحد يناقض المنظومة الديموقراطية المعاصرة إذ إن الاختلاف في المفهوم الديمقراطي لا يعني التنافر والهدم والإقصاء والظلم بل إن الديموقراطية بديل عن كل استبداد وانفراد بالرأي.
نعم هناك سلبيات ومزالق للتعددية حتى في مستوى التعبير المؤسسي الديمقراطي، إلا أن عيوب الديموقراطية تصحح بالديموقراطية وليس بإلغائها.