كما ترتبط الذكريات بالأشخاص ترتبط أيضا بالأماكن، تأتي تلك الفكرة أو الذكرى حين تزور تلك الإحداثيات بخطوط طولها وعرضها.
لكن ما مدى الارتباط وقوته؟ وهل تبقى الذكرى للأبد؟ هل تستطيع الالتصاق به «المكان» مدى الحياة، انصبت علي التساؤلات صبا، حتى الأفكار تاهت مني وضاعت.
وهل وهل وهل... تستطيع المواقف أو القصص التي ستتحول إلى ذكرى في وقت لاحق أن تزيل ذكرى أخرى سابقة قديمة كانت أم حديثة من عرشها وتحتل مكانها؟ أم تبقى معا في نفس المكان وقد يخوضوا حروبا تدوم سنوات طويلة حتى يفوز الأقوى؟
وكم عدد الذكريات التي يتحملها مكان واحد، وما مدى طاقة المكان الاستيعابية، ذكرى واحدة، اثنتان، مائة؟!
وهل.. نختار نحن ذلك، أي هل نقوم نحن باختيار الموقع الذي قد نستقبل فيه ولادة هذه الذكرى، أم تكون متواجدة هي هناك، مختبئة في احدى الزوايا، تنتظر من يخرجها من مخبئها؟
لكن في الغالب لا تأتي الذكرى دون وعاء أو لباس تكتسيه وتقترن به، لا تأتي وحيدة، تبحث عن شيء تقترن به كي يبقيها على قيد الحياة، ترفض الموت بل ترفض أن ينقص من قوتها وجبروتها في التأثير على صاحبها، لذلك تجدها دائما تبحث عن الوسيط الذي يعيش طويلا وكثيرا، لأنها تبحث عن الخلود والبقاء إلى الأبد.
Balhamar494@