حلمت بأنني سافرت إلى الفضاء، قطعت الساعات الطويلة وأنا على متن تلك المركبة الضخمة التي تنقلني من أرضي إلى أرض عشت فيها بمخيلتي آلاف القصص والحكايات، فهي أرضي أيضا طالما اشتركت معها ببعض الذكريات والأحلام.
وأنا في طريقي إلى فضائي الممتلئ جاءتني الكثير من الأفكار والمخططات، ماذا يا ترى سأفعل حين أصل إلى محطتي البعيدة، كيف سأقضي يومي هناك؟
كيف سأكتب وأدون لحظات وصولي وتجربتي التي سأفقد عندها جاذبيتي وجزءا من عقلي حين يسلبه ذلك المنظر المهيب رغما عني.
وكان هذا هو أهم ما فكرت به، كيف سأكتب؟
لن أستطيع أن أمسك بقلمي ودفتري هناك، وأنا في ذلك الزي الأبيض المنتفخ، لن أستطيع تحويل جميع تلك الصور والأحاسيس إلى حروف، هل أسجل كل ما أشعر به في آلة التسجيل؟، أم هناك من سيستمع لي وأنا أحكي وأبكي في غرفة القيادة، وينغص علي تلك اللحظات التي أردت أن أبقى فيها مع نفسي وأبدأ بالفضفضة دون أن يشغل بالي أحد.
شعرت بالدمعة في مخيلتي التي بقيت معلقة بين عيوني وخوذتي وهي تسقط من شدة جمال الفراغ الأسود المرصع بالنجوم، شعرت بقلبي وهو ينبض بتلك السرعة، ورئتي التي توقفت عن العمل من رهبة المكان.
أحاسيس لابد لي أن أكتبها في وقتها لا أستطيع تأخير تدوينها، فأنا لم أصل ولم أستطع التوقف عن الكتابة فماذا سيكون حالي حين أكون هناك وأقدامي معلقة في الفراغ.
لابد من وجود ورقة،،
ولابد من وجود القلم،،
لذلك قررت ألا أذهب، سأبقى هنا مع قلمي ودفتري وسأترك لهم الفضاء.
balhamar494@