أذكر تلك المقالات التي كتبتها في أقرب الناس لي، أذكر حين كتبتها وأرسلتها لتنشر هنا في نفس هذه الصحيفة وفي نفس هذا العمود. أذكر حين كنت أنتظر ساعة منتصف الليل، موعد صدور ونشر الصحيفة كي آخذها وأجري نحوه «المعني» كي يقرأ ما كتبت له في الصحيفة أمام الناس وأمام القراء جميعا.
لم أتخيل أن يأتي هذا اليوم، حين أسلم كلماتي التي كتبت ومن ثم نشرت لتكون دليلا من الأدلة بين ملفات قضيتي، حين كتبتها في بداية الأمر كتبتها له ليشهد بنفسه ويتأكد من مشاعري وحبي وصدقي.
لم أكتبها لذلك الصرح الكبير المليء بالعدل والملفات والقضاة، المدجج بالمعاناة والألم وأحيانا القليل من الصراخ والكثير من الدموع والأمل.
لكن هذا ما حصل كانوا مقالتين، كساهما اللون الأخضر، لن أخبركم بعناوينهما، لأنني لا أستطيع، وعلى عكس الحال في المقالات السابقة، أرجو من الله ألا يقرأ «المعني» هذا المقال، لأنني كتبته «هذا المقال» لكم أنتم، ولأخبركم بإحدى قصصي الغريبة، وأن مقالاتي وصلت لميزان المحكمة، وهي حاليا بين دفتي ملف مليء بالأوراق والأدلة الأخرى.
المشاعر الصادقة والكلمة الطيبة تبقى ولا تزول، هي بذرة غرست في تربة الدنيا الخصبة ولا بد من أن تأتي زخات المطر لتسقيها، حينها ستزهر ولا بد من أن نرى ثمارها.
لم أتوقع أن تأتي في يوم من الأيام وتعود كي تقف معي الثمار «الكلمات» وتشهد معي، ضد من..؟ ضد الشخص الذي كتبتها له، لم أندم على حروفي في هاتين المقالتين، لأنها حقيقة ونابعة من القلب وحتى وإن كانت لشخص لا يستحقها الآن.