سافر سلطاننا إلى الفضاء بعيداً، بعيداً جداً، أدعو له بالنجاح والتوفيق، فهذا إنجاز يدعونا إلى الفخر كونه نجاحاً يحمل على ظهره علم بلادي الغالية.
شدني منظر وداعه لأبنائه الثلاثة، ولفت انتباهي نظراتهم التي كانت عبارة عن خليط مركب من الفخر والحزن والحب والكثير من الاشتياق، فليكن الله في عونهم وعون رائدنا سلطان.
لكن ستكون النجوم هي عزاءهم، فحين يعتريهم الشوق، فليرفعوا رؤوسهم عاليا، ولينظروا إلى النجوم.. أما أنت يا سلطان فلتنظر من شباك مركبتك، ولتنظر إلى الكوكب الأزرق الكبير.
ولم أتعجب من أن ذلك الوداع شدني، لأن قصتي تشابه إلى حد بعيد ما حصل في ذلك المشهد المليء بالمشاعر والأحاسيس، لأن أبنائي أنا أيضا لم يعودوا بقربي فقد سافروا بعيدا عني.
استقلوا المركبة نفسها التي شقت السماء والأرض، لذلك أنا أيضا حين أشتاق لهم سأنظر إلى النجوم، وأخبرتهم أنا أيضا حين يشتاقون إلي بأن ينظروا إلى الأرض، فأنا موجود في كل مكان حولهم، يكفي أن ينظروا إلى بطاقات هوياتهم ليجدوا اسمي كاملا يحملهم ويحملونه.
أحبكم يا أبنائي كثيراً وأنا الآن أكتب هذه الكلمات وأنظر إليكم في السماء، أسأل الله لكم التوفيق والنجاح والسعادة، فلن تمنعني المسافات من أبوتي وحضني.