لا أحب أن اظهر بشكل الشخص الضعيف، لكن أحببت أن أخبركم كم أنا قوي حين أعبر عما في قلبي وعقلي من مشاعر وكلمات.
سيكون في صفحتي اليوم اعترافات أقولها لأولادي الأعزاء، أبنائي الثلاثة، فهم ينعمون الآن بظل أمهم بعيدا عني.
أريد أن أخبرهم أني افتقدهم دائما وفي كل الأوقات. افتقدت أصواتهم في ممرات منزلي، وافتقدت أصوات صيحاتهم حين يتقاتلون من أجل الحصول على الكرة المستديرة التي كانت تزلزل جدار غرفتي كل ظهيرة، افتقدت خطواتهم المتكاسلة حين يذهبون إلى حافلة المدرسة في كل صباح، لن تصدقوني حين أقول لكم كيف صارت عوادم الحافلات الصفراء مصدرا من مصادر الشوق لهم.
افتقدت صرخاتي في نهاية اليوم ليتركوا ما في ايديهم ويذهبوا إلى أسرتهم ليناموا باكرا، افتقدت أحضانهم التي كانت تلامس حضني قبل نومهم، افتقدت الصغرى التي كانت تزاحم فراشي كل يوم لتنام معي.
أما في يوم الجمعة، فافتقدت ابني الذي كان يرافقني إلى صلاة الجماعة ويجلس بجانبي، أذكر كيف كان يميل برأسه إلى صدري لأكمل بأضلاعي احتضانه.
صار يشدني هذا المنظر حين أرى أبا مع أبنائه، أدعو لهم دون تفكير ألا يحرمهم الله من بعضهم البعض، افتقدت الكثير والكثير، أردت أن أوثق هذه المشاعر هنا أمام العالم وأمام أبنائي الذين سيقرأون هذه الكلمات هنا في صحيفتي التي شهدت على الكثير من أحلامي وأحزاني.
لكن هذا جعلني أفكر في جعل اوقاتي معهم أكثر فعالية وأكثر تأثيرا، كانت تمر اوقاتي معهم مرور الوقت الذي لا نحفل به ولا نهتم، نظرت أن هناك منه الكثير، فإذا ضاعت دقيقة هناك عشرة غيرها، واذا ضاع يوم بأكمله فهناك شهر بل سنة وسنوات قادمة.
لن تؤثر المسافات فهم بقربي دائما وأبدا، كم أحبك يا فاطمة ويا مساعد ويا حمده.