سيناتور پيلوسي قدمت خطابا في الأسبوع الماضي، امام الكونغرس الأميركي دام لأكثر من 8 ساعات تتحدث به عن معاناة «الحالمين» في أميركا، فقد وقفت سيناتور پيلوسي بخطابها متضامنة مع فئة تسمى بالحالمين وهم الأطفال الذين تم تهريبهم عبر الحدود ليدخلوا للولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير شرعية.
وقد تمت حماية هؤلاء الأطفال من خلال اتفاقية DACA وهي «العمل المؤجل لبرنامج وصول الأطفال» والتي اعتمدها الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما وقام بإلغائها الرئيس الحالي دونالد ترامپ، وطالب الكونغرس بإيجاد بديل لهذه الاتفاقية.
احترمت موقف السيناتور پيلوسي لمساندتها ودعمها لحقوق أطفال لا ينتمون لدولتها ولكن تم تهريبهم بطرق غير مشروعة لدخول دولتها لمجرد كونهم أطفالا، وبالمقابل استنكرت مواقف نوابنا الذين سكتوا ولا يزالون يلتزمون هذا السكوت تجاه أبناء أخواتهم الكويتيات المتزوجات من غير الكويتي والذين يعانون الأمرين، فهم يعاملون معاملة الوافد والبدون وصفة أمهم كونها كويتية لا تعني شيئا امام القانون الذي سنّه أفراد لم يستطيعوا التمييز بين الإنسانية والجنس في الحقوق.
فعندما يسن المشرع قانونا فهو ينظر للإنسان كقيمة كلية ايما كان جنسه، فالإنسانية لا تفرق بين ذكر وأنثى لكون كليهما إنسانا، وهذه سمة المشرع المثقف الواعي، لكن للأسف واقعنا لا يعكس هذه الثقافة ولا هذا الوعي، فقانون الجنسية عند وضعه عام 59 كان يكفل للمرأة حق تجنيس ابنائها لكن تم إلغاء هذا الحق (الذي شرعه واعون ومثقفون عام 1959) في عقدي السبيعينيات والثمانينيات (من قبل مشرعين أقل وعيا وثقافة) لتحتكر أحقية تجنيس الأبناء للرجل دون المرأة، ويتولد لدينا اليوم نتيجة ذلك ما يزيد على 70 ألف أجنبية تحمل جنسية كويتية تربي أبناء كويتيين و20 ألف كويتية عاجزة عن تجنيس أبنائها غير الكويتيين وتقديم سبل حياة كريمة لهم لمجرد أنها «امراة» ومستوى وعي وفهم المشرع لم يرتق للنظر اليها على انها «إنسان»! فابن الكويتية يتم ترحيله من البلاد اذا بلغ سن 21 سنة، ويباع بيتها بالمزاد العلني جبرا اذا توفيت وورثها ابناؤها غير الكويتيين، ويباع محلها الاستثماري جبرا اذا توفيت وورثها ابناؤها غير الكويتيين ولم يكفلهم شريك كويتي! أي مصيبة نعيشها اليوم ونحن نشرع قوانيننا وفقا للجنس وليس للإنسانية وكرامتها؟!
پيلوسي تعدت هذه الحدود لتتحدث عن حقوق أطفال قصر آباؤهم وأمهاتهم ليسوا أميريكيين، تم زجهم بعمليات تهريب عبر الحدود ولتأخذ موقفا إنسانيا رائعا يطالب بحماية هؤلاء الأطفال، فما بالنا نحن وأبناء أخواتنا يظلمون وتسلب حقوقهم لمجرد ان أمهم أنثى ومشرعونا اليوم لم يرتقوا لمستوى الإنسانية ويشرعوا قوانين تبعا للجنس، ونحن لا نحرك ساكنا بل نمارس ضعف الثقافة والوعي ذاتهما ونلوم «الإناث» الكويتيات بزواجهم من غير كويتي عوضا عن المطالبة بحقوق مشروعة تحفظ كرامة أبناء نساء كويتيات ساوى الإسلام والدستور بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات.
www.aliafaisalalkhaled.net