«سقط واقفا» أو «ما طاح الجمل»، عبارات دارجة يستخدمها الإنسان الكريم تجاه من يحب ويجل، أما الغرير فكان يستره الصمت، تحدث فتعرى!
والشرف لي أن أعترف بمحبتي وإجلالي لذلك «الجمل» الذي لطالما خلده التاريخ ونادت به الناس رافعين راياته وحاملين شعاراته.. سأتحدث للقلوب التي بها يعقلون! أما الجاحدون والشامتون فألسنتهم كالسكاكين الملتوية لا تقوى إلا على من أصابه القدر، وتجاهلوا متجبرين حديث خير البشر «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه».
وكما يعرف الجميع أن ديدن المؤمن أن ينصح ويستر، أما الفاجر فدائما يفضح ويعير.
ففي ظل أجواء مشحونة بالسواد ومناخ سياسي ملوث، صارت السخرية واجبة، والشماتة عارمة، والاتهام بأعين الكارهين إدانة، والتسلط على غيرهم براعة، وهكذا، حتى تجاهل البعض كل التجاهل أعلى وسام في الإنسانية وهبه الله عز وجل لرسوله الكريم وهو الأخلاق، التي بعث صلى الله عليه وسلم لإتمامها.
أما عن القانون، فهو البحر الذي لا ينجو منه من كان غارقا في وهم «الفزعة» أو «الحمية» لكنه حتما سينجو به الجمل.
ومع هذا فلا يتأثر بسفينة مثقوبة حتى وإن خرقها أصحابها لينجوا منها.. ولن أكون مثل ذلك الهارف غير العارف بما يقول أو يدعي، إنما أحتكم للدولة التي أصلت معنى الحياة العادلة، إذ من اختصاصاتها (كما هو معروف) ممارسة السيادة فيها حق ولا تتقيد أو تتأثر من مجتمع واع أو جاهل.
وختاما، لأهل العداوة والانتقام أقول: إن الكره ليرتجف أمام الحب، وإن الحقد ليهتز أمام التسامح، وإن القسوة لترتعش أمام الصفح.
ولو كنت وحدك..
فمن كان الله معه فما فقد أحدا
ومن كان الله عليه فما بقي له أحد
فذلك هو الجمل، وهو الحق الذي يأبى إلا أن يظهر، شاء من شاء وأبى من أبى.