يقولون إن الفلسفة في اليونان كانت بديل الدين، وأن معجزة بلاد اليونان كانت الفلسفة، لكن ماذا عن الحضارات السابقة لبلاد اليونان كالحضارة الهندية والصينية والفارسية والتي كانت عند كل واحدة منها دينا لم يخل من تعاليم أخلاقية، سياسية، اجتماعية، وحتى اقتصادية منها!، حتى يأتوا ويقولوا إن لبنة الحضارة الغربية هي الحضارة اليونانية، صحيح ولكن للأسف نسوا الأخذ في الاعتبار مسألة الخصوصية، ألا وهو الفارق الوحيد بين الحضارة الشرقية والغربية هي «الدين» ومسألة الوجود الإلهي، وعلاقته بالإنسان بالكيف والكم.
نرجع إلى موضوع المرأة والأخلاق، إذا عرفنا مما سبق أن مسألة الخصوصية موجودة عندنا ومسألة الاختلاف في الرؤية والأفكار تقوم على مبدأ، الإنسان، الله، الدين، إذن فنحن نحتم على وجود تلك الخصوصية، والغرب لا يريد الاعتراف بتلك المسألة، تحت شعار الدولة للمجتمع، والدين للفرد!
ومن يدعي إذن أنه يريد تطبيق مسألة التجربة الغربية كالعلمانية على سبيل المثال فهو مخطئ قلبا وقالبا.
إذن، للأسف تمر علينا هذه المصطلحات الهلامية مرور الكرام والبعض يتحمس إليها باسم التنوير والإصلاح بقالب غربي خصوصا ثلة من نساء هذا البلد!.
نحن كالدولة وكيان مستقل لسنا بحاجة إلى أمثال هذه الهلاميات الاصطلاحية والبشرية، خصوصا في نسقنا الاجتماعي والثقافي والديني على وجه الخصوص.
مسألة العشوائية في الانفتاح والتحرر أخذت طابعا خطيرا جدا في مجتمعاتنا الإسلامية والخليجية، تحت مسمى الحريات وحقوق المرأة بقالب غربي، منها منعطفات العولمة الرديئة كمسألة الموضة والماركات العالمية التي خدعت المرأة العربية والمسلمة بشكل ساذج وسطحي، وجعلت همها الأول في الشكل والملبس قبل الكيان النفسي والروحي والتي اعتنى بها الإسلام أشد عناية.
إن موضوع المرأة موضوع حساس ومرهف للغاية في الفكر الإسلامي، فأنت عندما تتكلم عن المرأة، تتكلم عن المجتمع والفرد، والأخلاق، والإصلاح والفضيلة.
لماذا بتنا في زمن صارت فيها الحرب الناعمة حربا شرسة وهجومية ؟!، في ظل وسائل اتصالات اجتماعية متاحة وبشكل مخيف، صار الانفلات الأخلاقي علنيا وفاحشا متناسين الله ومسألة الحساب!، ويسمون أنفسهم مسلمين!
إن المرأة هي الكيان الأول للمجتمع، إذا قامت قام وصلح المجتمع وإذا فسدت تهاوى المجتمع إلى أسفل درك من الجحيم، فإلى أين نحن ذاهبون يا ترى؟ هل إلى ما خلف شمس العولمة والاستعمار ومسألة الذوبان العالمي من أجل تحويل الإنسان إلى أقل من مجرد آلة تصنيع خال من الروح والمعنوية، أداة برجوازية ليس أكثر أو أقل، أم نحن بحاجة إلى أن ننظر في أنفسنا وفي ذواتنا مره أخرى من نكون ومن أي أمة ننحدر، وما هي هويتنا يا ترى، رافضين مسألة الخضوع والقهر والاستكبار والهيمنة من الأعداء!