كويت جديدة باتجاه الرؤية... فكورونا ذلك الذي يقال عنه «رب ضارة نافعة».
حقيقة... كورونا نعمة على الكويت وصحوة بعد سبات طويل
كورونا هو المنخل..
نخل أبناء الوطن الأوفياء، وجعلهم بالصفوف الأولى.
نخل أصحاب الاختصاص وجعلهم في موقع القيادة والقرار.. نخل كل نافع من براثن الفاسد
كورونا نخل.. ثم وحد الصفوف... وحّد الرؤية والأهداف... وجعل الكويت أمامنا وفي أعيننا حكومة وشعبا.
كورونا هو المعلم...
علمنا الصبر في حرب مع ملل المكوث في المنزل...
علمنا الإيمان في حرب مع عدو لا نبصره ونجهل التعامل معه...
علمنا الإيثار ودور المسؤولية الفردية تجاه المجتمع للنجاة والبقاء على قيد هذه الحياة.
علمنا النظام والالتزام بقوانين الدولة، فتلك صفوف المتطوعين من أبناء الوطن ينظمون الأسواق والطوابير.
مع كورونا أيقنا أن التكنولوجيا هي المستقبل وهي السلاح لجميع التحديات الراهنة، فقربت تباعدنا الاجتماعي، وصقلت قدراتنا على إدارة حياتنا وأعمالنا من المنزل، وجعلت التعليم عن بعد متصدرا لأجندة المسؤولين والأكاديميين وحاجة ملحة بعد سنوات من التهميش والنكران.
كورونا قربنا من أهالينا وأبنائنا وأصل جذور علاقاتنا... ألزمنا منازلنا فتقابلنا وتحاورنا وصنعنا ذكريات جميلة... ذلك الكورونا أزال كل الخلافات والمشاكل العائلية، فلم نعد نسمع عن حالات الطلاق وقصصها التافهة.
«كورونا» عزز مهارة ترتيب الأولويات، وهي مهارة افتقدها الشعب والمسؤولون إلا القلة من القياديين، فأدركنا الفرق بين المهم والأهم، وهي سمة جليلة للفرد والمجتمع المتقدم، وأحد أركان الفلسفة الإسلامية المهجورة التي تسمى بـ «فقه الأولويات».
«كورونا» جدد الأمل بحكومتنا بعد سنوات طويلة من الخيبات والإحباطات.
كورونا بصم باليقين أن الكويت لاتزال في المقدمة، متصدرة دول العالم بحرفيتها في إدارة المصاعب والأزمات في حرب ضد فيروس لعين لا يرى بالعين المجردة.. فكانت الكويت رائدة في أخذ القرارات السريعة والاحترازية التي ساعدت على احتواء الفيروس مبكرا وبخطة محنكة باتت مدرسة للدول المجاورة في ظل انهيار الدول المتقدمة.
بعد كورونا... الكويت نقية.
نقية من مجلس المصالح والواسطات... وغنية بآراء وقرارات أصحاب الاختصاص... ففي أزمة كهذه، لم تنقذنا الواسطة وفيتامين «واو» لم يكن علاجا.... وإنما تكريس أهل العلم وتوظيف سواعد المتطوعين وتوحيد الرؤية، وتكفين كل المصالح الشخصية هو بالفعل اللقاح الفعال.
بعد كورونا... الكويت نقية من العمالة السائبة، ومرفهة بالعمالة النافعة التي تعد إضافة واستثمارا للبلد.
بعد كورونا... الكويت نقية وغنية بالبدون الذين لا ملجأ لهم.. ولا منادي.. يهتفون باسمه... إلا أرضهم، أرض الكويت الغالية.. فتطوعوا وتسابقوا على الصفوف الأولى في أزمة يجهل الجميع أبعادها.
بعد كورونا... الكويت نقية من كل من يحمل لقب ينتهي بـ «ايستا»... وثرية بالعلماء والأطباء والمهندسين والمفكرين والقياديين والمتطوعين والمساهمين... ثرية بتلك الألقاب التي ترعرعنا عليها لكن بهتت في عصر السوشيال ميديا.
بالتزامنا ومكوثنا بالبيت...
الكويت نقية من الكورونا... الكويت جديدة.
[email protected]