مع تزايد معدلات السكان، والتغيرات المناخية الشديدة التي أدت إلى زيادة موجات الحر والجفاف، بات من الصعب توفير كميات كبيرة من المياه، توازي الطلب المرتفع، والاستهلاك الهائل لهذا المورد الثمين.
حيث ذكر رئيس مجلس إدارة جمعية المياه الكويتية د.صالح المزيني في تصريح سابق له نشر في «الأنباء» بتاريخ 9/8/2019، أن أكبر معدل استهلاك مياه بالعالم للمواطن في الكويت ويبلغ (550 ليترا/ اليوم) مع أن المعدل العالمي حوالي (220 ليترا/ اليوم)، علما ان ترشيد (70%) من المياه، سوف يوفر على الدولة سنويا أكثر من (450 مليون دينار).
ونتيجة لذلك أصبح هناك ضرورة ملحة للاهتمام بمستقبل الأمن المائي للبلاد، والذي يعتمد بصورة أساسية على تحلية المياه، والاهتمام بإيجاد طرق مختلفة لتنمية الموارد المائية مثل: معالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدام المياه المستعملة في أغراض إنتاجية وصناعية، واستغلال مياه الامطار، والتي ستعمل على تقليل الفجوة المائية، بين تزايد الطلب على المياه، والموارد المحدودة المتوفرة لدينا، والاستفادة من هذه الموارد في تخضير وتشجير البلاد، وفي دعم القطاع الزراعي، والحيواني، وكذلك البحث عن حلول إبداعية، وأفكار خلاقة وذكية، قائمة على التقنية مثل: تكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي، لتقليل الهدر، وترشيد الاستهلاك، ومعالجة مشكلة ندرة المياه.
وقد أنعم الله علينا مؤخرا بكميات غير مسبوقة من أمطار الخير، والتي هطلت على مختلف المناطق وخاصة الصحراوية، وقامت بتشكيل بحيرات كبيرة، وتجمعات مائية من الامطار، والتي يمكن الاستفادة منها بصور متعددة، بدلا من تركها تجف بعد فترة، أو تذهب هدرا في مياه البحر، حيث يمكن تجميعها في خزانات، أو إحاطتها بسدود وحواجز، لاستغلالها في الزراعة، والري، وسقاية المواشي، أو في استزراع أسماك المياه العذبة، بالإضافة لإمكانية الإفادة منها في توسيع الرقعة الخضراء، وتلطيف الأجواء في الكويت، من خلال تأسيس محميات طبيعية، تضم أنواعا مختلفة من النباتات البرية، والكائنات الصحراوية، وتوفر ملاذا آمنا للطيور المستوطنة والمهاجرة.
٭ زاوية أخيرة: تعتبر «محمية الجهراء» المسجلة عام 2019 على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) من التجارب المميزة الممكن تعميمها في البلاد، وقد تم فيها استغلال البرك وتجمعات مياه الامطار، لتأسيس محمية طبيعية، ساهمت في وضع بذرة للسياحة البيئية في الكويت، وأوجدت متنزهاا ترويحيا، يعمل على جذب الزوار من مختلف الفئات، لقضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة الجميلة، والاستمتاع بمراقبة، وتصوير الحياة الفطرية، التي تضم العديد من الطيور، والكائنات، والنباتات البرية.
[email protected]
twitter:@dmadooh