تستعد العديد من دول العالم لمواجهة حروب المياه والغذاء القادمة في المستقبل القريب، والتي ستنشأ نتيجة النقص الحاد في الأغذية، وإمدادات الماء الضرورية لحياة الناس، ومتطلباتهم المعيشية، وقد بدأت تظهر بوادر تلك الأزمة لدى مجموعة من الدول، خاصة بعد حرائق الغابات الكبرى، وزيادة عدد وحجم الكوارث الطبيعية المدمرة، التي اجتاحت مختلف القارات في الآونة الأخيرة.
ولا ننسى الأزمة الشديدة التي عصفت بالعالم نتيجة جائحة «كورونا»، وأدت إلى توقف عجلة الإنتاج والتصنيع، ولم يتعاف منها معظم الدول حتى الآن.
كما بدأنا نشهد مؤخرا أزمة نقص الغاز والوقود والكهرباء، التي ضربت أجزاء عديدة من العالم، وتسببت في تأثر العمل بالقطاع الزراعي والصناعي، وشلل حركة الملاحة والنقل، ما أدى إلى انخفاض كميات البضائع والسلع في كثير من الأسواق، وحدوث ارتفاع كبير في الأسعار.
ويتوقع الكاتب في صحيفة التايمز البريطانية «روجر بويز» في مقال له نشر مؤخرا، وتناقله عدد من الصحف: أن حرب المياه الأولى قد اقتربت بشكل غير مريح، وأن الجفاف والهجرة، والتغير المناخي عوامل تهدد بأعمال عدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
وحذر من أن تغير المناخ، وارتفاع درجة حرارة البحار، وتقلبات الطقس الشديدة، قد تؤدي إلى الاقتراب من أول حرب مياه في القرن الـ (21).
كما ذكر الكاتب: أن الدول الضعيفة في جميع أنحاء العالم تقترب من الانهيار، لأنها فقدت السيطرة على الأسس الثلاثة للحياة وهي: الماء والهواء والخبز، وأعتبر أن هذه المؤشرات الحيوية، هي الطريقة التي يقاس بها أداء الحكومات.
وأضاف الكاتب أنه: وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وصلت أسعار المواد الغذائية في الشرق الأوسط تقريبا إلى مستوى فبراير (2011)، وهذا الأمر يجب أن يدق ناقوس الخطر في المنطقة العربية، محذرا من أن ارتفاع تكلفة الغذاء في أوائل عام (2011)، كانت أحد العوامل المساهمة في انتفاضات الربيع العربي.
وقد تنبهت معظم دول العالم، وبعضها القريبة منا، لتلك المخاطر القادمة، فاستعدت قبل سنوات، واستحدثت وزارات مختصة في البيئة، والزراعة، والمياه، والطاقة المتجددة، والتغير المناخي، فوضعت الحلول البيئية المبتكرة، واستخدمت التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والإنتاج الغذائي، ونفذت مشاريع استصلاح الأراضي، وحرصت على بناء صوامع الحبوب الضخمة، ودعمت المزارعين، وأنشأت خزانات المياه الهائلة، وغيرها من المشاريع الحيوية، للمحافظة على المخزونات الاستراتيجية من الغذاء والمياه.
وهكذا نجد أنه بات من الضروري في ظل هذه المخاطر المتوقعة، وانطلاقا من مشاركة الكويت مؤخرا في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتزامنا مع التشكيلة الوزارية الجديدة، نقترح استحداث «وزارة البيئة والزراعة والأمن الغذائي»، من خلال دمج هيئات البيئة، والزراعة، والغذاء، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، للقيام بجهودها المشتركة، من أجل الاستعداد للأزمات البيئية القادمة، والعمل على وضع وتنفيذ الخطط الضرورية، لضمان أمن البلاد البيئي والمائي والغذائي.
٭ زاوية أخيرة: أطلقت المملكة العربية السعودية برنامج زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
[email protected]
twitter:@dmadooh