الزمن: عام 2050
المكان: قاعة المجلس
الحدث: جلسة افتتاح أعمال مجلس الأمة
الحضور: الوزراء والنواب البشر والروبوتات
بدأت أحداث القصة المثيرة في (عام 2025)، مع دخول حكومة إصلاحية متعاونة في (عام 2022)، والتي قامت بخطوة جريئة، وهي تشكيل أكبر لجنة متخصصة في تاريخ الكويت، وتضم أكثر من (1000عضو) من جميع الجهات الحكومية، وممثلين عن كل قطاعات الأعمال، بالإضافة إلى مستشارين وخبراء وأكاديميين كويتيين، ومتقاعدين من أصحاب الخبرة والكفاءة، بمختلف الفروع العلمية والإدارية، والشباب المبدع من أبناء البلد.
وخلال عامين وضعت حلولا إبداعية لحل الكثير من المشكلات المتراكمة، وبدأ التنفيذ في (عام 2025) بفكرة فريدة من نوعها، وهي استيراد أكثر من (100 ألف روبوت) للعمل في مختلف الجهات، والتخصصات، والمواقع، مع وضع أنظمة متطورة للذكاء الاصطناعي.
ومع تتابع استيراد آلاف الروبوتات وتشغيلها، تم إيقاف تأشيرات العمل، بالتزامن مع إطلاق أضخم عملية ترحيل للعمالة الهامشية والمخالفة، وغير المنتجة، والزائدة عن الحاجة، ومزوري الشهادات والتصاريح، والتي تم خلالها ترحيل أكثر من (مليون ونصف المليون شخص)، ما ساعد على تنفيذ خطة تعديل التركيبة السكانية، كما أدى إلى تخفيف الضغط على مختلف الخدمات الحكومية، كما قلل من الازدحام المروري بصورة مذهلة.
ومع النجاح الكبير الذي حققه دخول الروبوتات في القطاعين الحكومي والخاص، كبديل للأيدي العاملة الوافدة، تم إنشاء منطقة صناعية ضخمة لبناء وتطوير الروبوتات للعمل في مختلف المجالات: (الصناعية، والحرفية، والإدارية، والزراعية، والطبية، والتعليمية) الأمر الذي وفر الكثير من فرص العمل للشباب الكويتي.
ونتيجة للتميز الذي حققته الروبوتات في أعمالها، وجهودها في إنجاز كل المشاريع المعطلة، بجودة عالية، وسرعة هائلة، وتكلفة منخفضة، والارتقاء بالأعمال الحكومية، والقضاء على الفساد، والرشاوى، والواسطات، والتسيب في العمل، ودورها الكبير في نهضة البلاد في مختلف المجالات، تم تطوير القوانين والتشريعات للسماح بتوطين الروبوتات، ومنحها عددا من الحقوق التي تسمح لها بالترقيات، والحصول على المناصب الرفيعة في الوزارات، ليتم فيما بعد منح مجموعة من الروبوتات المميزة بعض المناصب الوزارية للاستفادة من قدراتها الهائلة، ونجاحها البارز في الإدارة والتنمية والتطوير.
وبعد أن لمس المواطنون الإنجازات المذهلة التي قامت بها الروبوتات، طالبوا بإجراء تعديلات تشريعية وقانونية، للسماح لها بالترشح لانتخابات مجلس الأمة، وبعد معارضة شديدة وصراعات بين العديد من التيارات السياسية، تم إجراء استفتاء شعبي شامل، وكانت نتيجته موافقة الشعب بنسبة عالية، في السماح للروبوتات بالترشح للانتخابات، وقد نجحت مجموعة كبيرة من الروبوتات، وفازت بمقاعد عضوية مجلس الأمة، بفارق كبير في الأصوات عن المرشحين البشر، وأصبحت الروبوتات تشغل نصف عدد مقاعد المجلس.
وهكذا بدأ عصر جديد.. شعاره «كويت متقدمة».
[email protected]
twitter:@dmadooh