لتلفزيون الكويت مكتبة ثرية موروثة من جيل إلى جيل، عبر حقبات زمنية، هناك من حافظ عليها وطورها مع الاحتفاظ بجودتها الحقيقية، وهناك من لم يكن يعرف كيف يدير مثل هذا الجهاز، والذي لا شك أن الكثيرين منا ممن عايشوا بدايات التلفزيون الكويتي قد فرحوا بالعروض التاريخية الشائقة، ومعاصرة بعض الجوانب الفنية ومعارك الإعداد والتجهيز، والصراعات السياسية والإعلامية التي جرت خلف الشاشة.
يبقى تلفزيون الكويت قطعة ذهب، كل من يلتصق بها يتلامع بالمعرفة والفكر والإرث الثقافي والفني، ولا يستطيع أي شخص أن يجهل ذلك الشيء، كنا بالصدارة وبدايات ذلك التلفاز كانت بأياد حديدية أسسته على حسب الأصول، ولكن عبر الأزمنة وظروف التحويلات الوزارية وغيرها هناك من لا يفقه بالإعلام وما يدور حوله، لذا بقي تلفزيون الكويت في سبات عميق لفترة من الزمن، أما الآن فنحن نرى أهل المهنة يزاولونها بقمة المعرفة والدراية وبروح شبابية وبمهارات عالية وفقه إعلامي لا محدود، وتأملنا بأن يبصر النور أخيرا ذلك التلفزيون الثري وبالفعل أبصر وتيقظ على أيدي من هم متمكنون حتى من أدواتهم الإعلامية وقد جددوا التلفزيون بأدوات عملية إعلامية دقيقة بما لديهم من مؤهلات تؤهلهم لتولي مثل تلك المناصب وهم أهل لها بالفعل.
منذ أن تولى الوزير عبدالرحمن المطيري حقيبة الإعلام وهو يسعى جاهدا لتغيير النموذج الثابت الممل وإدخال الأفكار الحديثة والطرق المبتكرة إلى حياة الوزارة لإنعاشها، وبالتالي إفاقتها من نومها الطويل، لذا تمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات خلال فترة وجيزة وهو يفتح مكتبه لمن يثري الساحة الإعلامية بالجديد والقيم، وها نحن تثلج صدورنا وتنفرج أساريرنا عندما نرى وكيلا للتلفزيون بمثل قدرات تركي المطيري، الذي كانت له بصمة في إحياء روح التلفزيون ودورته البرامجية بانتقائه الحريص جدا دون الالتفات للمحسوبيات، ولكن بكل ما ينصب في صالح صورة التلفزيون الكويتي الذي اعتاده جمهوره في مختلف البلدان، ليكون بجودة عالية، وهو شخص يتقن ما يفعله ويدعم كل ما هو ذو قيمة إعلامية، كما أنه ابن الوزارة، وعاش بين أروقتها، ونحن نسعد بذلك خاصة أننا نرى أن التلفزيون بات بخير، وسيظل بقيمته العالية الراقية، فطال الزمن أو قصر فتلفزيون الكويت هو الدرة الكويتية التي تعكس ماضي البلد وحاضره ومستقبله، فتلفزيون الكويت ريادة في الإعلام.