«أووووه يا الأزرق.. وتوكل يا الأزرق على الله»، أغلب غنايات أول.. مخزون تراثي رياضي غنائي، شعراؤهم أبدعوا وخلفوا الدرر عندما كان الأزرق كموج البحر في كل موجة غلاب، وفي كل خطوة هداف، نشبه الصفوة الرياضية في حقبة جميلة، أثبتت جدارتها والموهبة الفعلية للاعبيه الذين اتسموا بالقوة والنظام، ففي كل كلمة تقال بمفخرة عن منتخب في كل بلد وكل ملعب وطأت رجله يعمل له ألف حساب.
هناك أسماء اخترقت العادة في نجاحاتها وفوزها اللامتناهي، أين تلك الأيام التي كانت الكويت بأكملها تتابع وجمهورها من مشرقها وحتى مغربها كان يسخر نفسه في يوم المباراة للمتابعة، ويعمّ الشارع هدوء، وبالكويتي مثل ما نقول (يقرش)، هذا لأن الحس الرياضي لدى أبناء الوطن كان قد بلغ أوجّه لأن إعطاءات الرياضة والخطط المجهزة وتأهيل اللاعبين كانت تختلف كل الاختلاف عن الآن.
لا أريد أن أثقل على اللاعبين او الإدارة المختصة لديهم، لكن عقولنا تصول وتجول بسؤال واحد ليس له ثان وهو: أين تلك النجاحات ولماذا هذا الإخفاق؟ ممن يا ترى، والتردي الرياضي والتراجع إلى متى؟ وأتمنى وجود حل للسؤال! نريد جوابا حاسما للصومعة التي نمر بها وحال رياضي يدور بنفس الدائرة المحزنة، في كل مرة يدخل المنتخب مباراة نقول هناك بصيص أمل، ولكن أعتقد أننا نحن في عنق الزجاجة وليس لدينا حل وفي كل مرة نقول هالمرة فايزين بحيل الله، لكن من جديد تخيب الآمال وتتراجع الأهداف وتتزايد نبضات القلب مع كل هزيمة، والتمطيط في آخر اللحظات من الشوط الثاني لتنتهي بالفشل والخسارة يا للأسف.
محزن ذلك الحال ونحن بلد النجاحات، حققنا اللقب الخيلجي عشر مرات بفارق سبع بطولات عن أقرب منافسي الأزرق، فعلا ذلك الوقت كان عصرا ذهبيا.
ربما من وجهة نظر البعض أن الرياضة لا تنهض إلا بميزانيات عالية وعلم وتدريب واستقدام الكفاءات من المدربين العالميين، لكن الرياضة تنهض عندما تصفو النفوس وعندما لا يتدخل من خارج الوسط الرياضي في الرياضة، وتكون الكلمة فيها للرياضيين فقط وهم أصحاب القرار وهم أصحاب الرأي فقط فيها، وربما تزهو الرياضة بالكويت وتنتعش عندما تنتشر المنشآت الرياضية والنوادي في كل بقاع الكويت وتصبح الرياضة أساسية في المدارس والمعاهد والجامعات إن أردتم الإنجاز الحقيقي.
في السابق كان اللاعب يؤخذ وهو برعم من الفريج، فرجان الكويت التي كانت تنضح وزاخرة بمواهب فذة عاشقين للكرة (الطمباخيه) مثل ما نقولها بالعامية، وكان اللاعب يعمل له أشعة مقطعية وفحص لقدراته وموهبته وسلامته النفسية والصحية والبدنية، ما الذي طرأ علينا الآن، ما الفرق بين لاعبي العصر الذهبي والآن؟ لماذا كانت القوة البدنية التي يتمتعون بها في السابق أفضل، وحتى المدربون الذين كانوا يستقدمون من الخارج كانوا على قدر أكبر من التمكن الرياضي وكان المدرب صارما ومتابعا للاعبيه، ليس علي إلا أن أقول عمار يا كويتنا التي كانت بلد النجاحات وتحقيق الأهداف وسباقة في شتى المجالات، هناك أمل بالنهوض من جديد ولكن بعد وضع خطة مجدولة والبحث عن المسؤول عن التقاعس ومن ثم وضع الحلول والأهداف للنهوض بمستقبل رياضي أقوى أيضا مما سبق ويكون امتدادا رائعا لعصر ذهبي نعتصر قهرا عليه ونتمنى بعهد افضل مستقبلا.
[email protected]