ناكر الجميل هو أكثر الناس بلا قلب ولا ضمير ولا إحساس قد يتسبب في ردة فعل سيئة وهذا الطبيعي، ومن أعظم ما وهب الله للإنسان أن يرزقه بصيرة تكون بقلبه قبل نظره، الذي هو أيضا من نعم الله عليه، فما بالك بلدك ووطنك الذي له الفضل عليك منذ ولادتك ووفر لك كل ما يلزم وعز شانك وجعل لك كيانا بخارطة العالم، ووطن تحترم لأنك منه وفيه، إذن لم هذا التمرد وهذا القذف غير المستحب في تلك الظروف التي نمر بها في هذا الغزو الوبائي لكورونا المستجد؟! نحن أمام معضلة وانتم تتبطرون على تلك النعمة، فهناك حالات كثيرة تذهلنا بسبب كمية المفردات السيئة التي فيها استهانة واستهزاء من قبل البعض ممن قدموا الى ارض الوطن مؤخرا وتم إجلاؤهم من الدول الموبوءة حيث قامت الدولة مشكورة بإعادتهم وتوفير المحاجر الصحية لهم بالإضافة الى الترفيه وتوفير كل سبل الراحة التي لم تحصل ببلد آخر، فلابد من الحمد والشكر على ذلك الفضل الكبير الذي وفرته الحكومة لشعبها، فالكويت «ما تضيم وديرتك عزتك ورزتك».
أيها المواطن، احمد ربك على نعمة انك تحمل الجنسية الكويتية وعلى ما قدمته الحكومة من الحفاظ على سلامتك وصحتك والكل يشيد بأعمالها وجهودها ضد هذا الوباء الذي ابتلي به العالم بأسره، لكن نكران الجميل أشد من السيف، والشعور بنكران الجميل تجاه من أحسن إليك. والشعور بنكران الجميل ممن احسن اليك سم تذوي عليه فضائل الروح.
نحن واثقون ان الكويتي صافي الروح والقلب ونراه يجعل من نفسه «عودا من حزمة»، متكاتف يدا بيد ضد أي أزمة، فلا تزهد بالمعروف فالدهر ذو صروف.
أذهلني تصرف إحدى المواطنات وهي مربية فاضلة ومعلمة وتربوية تستهزئ بنعمة الله، في حين الكثير لا يحصل على رغيف خبز في ظل تلك الظروف خارج البلد، وتريد أن يكون الطعام أكثر دلعا... إنه لمضحك هذا الأمر، وبالفعل: هم يضحك وهم يبكي، اذا ما كان الزيت كثيرا في الوجبة فبهدوء ومع نفسك «زللي الدهن» مثل ما نقولها بالكويتي، واحمدي ربك على النعمة، ترى النعمة زوالة.
ومن ناحية أخرى نرى حالة اخرى نستعجب منها عن امرأة راشدة كويتية تسيء بألفاظ غير مقبولة إلى أولادنا والعين الساهرة وسباع هذا الوطن رجال الداخلية الذين لا يغمض لهم جفن وهم يحموننا بكل جوارحهم وينظمون حركة الأمن في البلاد، والله خزي وعيبة بحقهم وهم بالصفوف الأمامية لحماية الوطن والمواطن، وأنا شخصيا لدي أخ لا يغمض له جفن وهو يسهر لأجل خدمة الكويت ولا نرضى بأي كلمة من هذا القبيل.
أما عن الشاب المستهتر الذي جاهر بعرض مسكرات، وتلفظ بكلمات بذيئة لا تليق بمسامع أي كويتي أو مقيم، خصوصا في ظل تلك الظروف، فلا يسعني إلا أن أقول إن قلوبنا تعتصر على مثل تلك النماذج التي تستهزئ بجهود من لا ينامون الليل لأجلهم ويعرضون أنفسهم لخطر العدوى في أي وقت.
الكويت عطتكم من روحها لا تخذلوها.
يا بعد روحي يالكويت على كثر ما عطيتي، عومة مأكولة وذمومة، ولا حمد ولا شكر من البعض.. شيء مؤسف.