القراءة مهمة في حياة الشعوب، بل تتفاضل الشعوب فيما بينها بمقدار القراءة، فالقراءة وسيلة لتلقي العلوم والمعرفة والثقافة. ولا شك أن جودة المحتوى لها دور، والاستفادة مما يقرأ هو الهدف، وتطبيقه وانعكاسه على حياة الفرد إيجابا هو المبتغى.
قد تكون القراءة سلاحا ذا حدين، وخاصة عند قراءة ما لا ينفع وقد يضر، ولكن مع ذلك فالقراءة مهمة، للأسف نحن الشعوب المسلمة والعربية من أقل الشعوب في القراءة، فصدق علينا القول «أمة اقرأ لا تقرأ». لا تتكبر على القراءة، ولا تظن أنك تعرف كل شيء، تأنى فالكثير من القرارات والأفعال يجب أن يسبقها العلم والتعلم وإحدى الوسائل لذلك هي القراءة.
وجدت عزوفا عن القراءة، حتى أنك تجد من يعمل شيئا ما ويقضي به الساعات والأوقات، فتنصحه وتقول لها اقرأ هذا الكتيب أو هذا التقرير وسيجعلك تنجز ما بيدك في أقل من ساعة، فيرد عليك ألا تراني مشغولا، وليس عندي وقت لذلك!
أشفق من أمة حادت عن الطريق بسبب قلة القراءة، فالجعجعة اليوم كثيرة، والطحين قليل، وإن أردنا التقدم والريادة، فعلينا بعكس هذه المعادلة، فنريد أن تقل الجعجعة ويزيد الطحين، حتى لا يقال لنا جعجعة بدون طحين، فلا ينفع العمل والكلام بلا علم، والقراءة وسيلة لذلك.
«القراءة مهمة» حقيقة لا تقبل الجدل. احرص على أن يكون للقراءة حظ من يومك، واجعلها دائما ضمن جدولك، وليست شيئا عابرا. أنا هنا أقصد القراءة الهادفة والعناوين المنتقاة، وليس ما نتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعي. اقرأ في مجال عملك، وتفقه بالقراءة في دينك، ونمِّ ثقافتك، وتعلم من القراءة العلوم المختلفة. واقرأ التاريخ واستفد من ذلك فالتاريخ يعيد نفسه. افهم الشعوب الأخرى من خلال القراءة.
المفروض أن أقل أمة توجه إليها النصيحة بالقراءة هي أمة الإسلام. قد يقول القائل لماذا؟ لأن هذه الأمة تملك أعظم كتاب ومن ضمن دينها وإيمانها أن تتلو هذا الكتاب وتقرأه آناء الليل وأطراف النهار، وهو كتاب الله فيه شفاء للقلوب، يتعبد المسلم ربه به، فالمفروض أن المسلم متعود على القراءة ولا يعاني، كيف لا وأول آية أنزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
أصبحت قيمة الكتاب توازي قيمة كوب من القهوة تحتسيها في أحد المقاهي، وبعض الكتب لما تحتويه من معلومات قيمة، ولو وزنها مع الذهب لرجحت كفتها. فكم من كتاب غير حياة إنسان، وكم من كتاب كان سببا في النجاح، وكم من كتاب نفع قارئه في كثير من مناحي الحياة. أسأل نفسك متى آخر كتاب قرأته؟ وكم كتاب تقرأ بالسنة؟ وكيف تنتقي الكتب؟ فهذه دعوة لأمة اقرأ لأن تقرأ.