قصة أقرب إلى الخيال، لولا أنها حصلت مع صديقي وأخي الذي لم تلده أمي لقلت إنها من وحي الخيال أو من الروايات.
خلال فترة دراستي في بريطانيا تعرفت على شخص سعودي، حيث بدأت علاقتي به منذ أكثر من سبع سنوات بعد لقائه في صلاة الجمعة، ومع الوقت توطدت علاقتي به وأصبحنا أكثر من إخوان.
كان أخي السعودي متزوجا من بريطانية من أصل البشتون وهي مولودة في بريطانيا بعد أن هاجر آباؤها إلى هناك، وكانت وراء هذا الزواج قصة أغرب من الخيال.
نعم في المنطقة التي سكنت بها كان من المستغرب أن يكون فيها خليجي، وكاد يكون هو الخليجي الوحيد عند زواجه بها.
صديقي الآن له في منطقته أكثر من 25 سنة، بدأت الحكاية من مكة المكرمة مكان نشأته، حيث كبر هناك وترعرع، وما إن بلغ سن الزواج، حتى بدأت أمه (رحمها الله) بحثه على الزواج، ولكن دون فائدة فكان صاحبي يستبعد فكرة الزواج من باله ذاك الوقت.
وبعد سنوات قرر فجأة أنه يريد أن يتزوج، ولكن من خارج السعودية، وبالفعل تواصل مع أحد معارفه المهاجرين إلى الولايات المتحدة والذي كان ميسور الحال وعنده بنت وعرض عليه عرضا أن يأتي إلى أميركا ويزوجه ابنته ويعمل معه في التجارة.
استحسن الفكرة وشاور أهله وأخبرهم بنيته للزواج من الخارج.
وفي هذه الأثناء، تذكر فتاة قد تعجب من أمرها، حيث إنه خلال عمله على استقبال وفود الحجاج تعرف على أسرة بريطانية وكانت عندهم هذه البنت التي كانت محتشمة ومنتقبة، وكان في داخله يتساءل كيف استطاعت هذه البنت المحافظة على حشمتها، وخاصة أنها تعيش في بيئة كما يقال عنها منفتحة، فقال في باله أكيد إن هذه المرأة صالحة ومتمسكة بدينها.
من هذه القصة عزم أيضا أن يذهب إلى بريطانيا لمدة أسبوعين ويتقدم لهذه الفتاة التي لم يسبق أن رآها فهو لا يعرف أين سيكون نصيبه.
تواصل مع أخيها، وأخبره بنيته لزيارتهم فرحب به، وسألهم عن المنطقة، ثم سافر إلى هناك والتقى أخا المرأة بعد صلاة الجمعة وسأله بشكل مباشر عن أحوالهم وأحوال أخته وزوجها وأبنائها، فاستغرب الأخ من السؤال فقال له إن أخته غير متزوجة (طبعا هو سأل ليتأكد فهو لا يعرف عنهم شيئا).
وبدون مقدمات أخبر صديقي أخا تلك المرأة بأنه يرغب في الزواج منها، فوجئ الأخ وتلعثم ولم يعرف كيف يتصرف، وقال له سأخبر أخي الأكبر وهو سيتواصل معك.
سنكمل في المقالة القادمة قصة السعودي الذي تزوج من امرأة بريطانية لتعرفوا كيف أني لم أبالغ عندما قلت إنها قصة أقرب إلى الخيال.