نكمل قصة السعودي الذي تزوج من امرأة بريطانية لتعرفوا كيف أنني لم أبالغ عندما قلت إنها قصة أقرب إلى الخيال.
وصلنا إلى تأكد صديقي من أن المرأة غير متزوجة بعد سؤال أخيها الذي كان في حالة ذهول.
نعم إنه أمر مستغرب، وخاصة أن صديقي ليس له سابق معرفة بهم عدا لقاءاتهم القليلة عند زيارتهم مكة.
أخبر شقيق الفتاة أخاه الأكبر بما حدث، فدعا أهل البنت صديقي إلى بيتهم، وكان الأخ الأكبر يريد أن يختبر مدى جديته، فقال له في حال كان هناك قبول يجب أن يحضر أهلك، فرد عليه صديقي طبعا سيحدث ذلك، فأنا جاد بالزواج.
وسبحان الله تم الأمر بسرعة، وتم القبول وحضر أهل صديقي وتم الزواج ببريطانيا.
قد يستغرب البعض من هذه السرعة، ولكن في تلك الفترة كان للبشتون حب كبير للعرب وخاصة من بلاد الحرمين.
قد يتساءل القارئ الكريم ماذا عن الشخص الذي في أميركا؟ بالفعل بعد زواجه بفترة قليلة أخبر زوجته وأهلها أنه سيذهب إلى أميركا فهو كان معدا لذلك وحاجز تذكرة من قبل، فخافوا واستغربوا فالشاب لتوه متزوج كيف يترك زوجته، ولكنه أصر على سفره وقال إنه كان قد وعد أحد معارفه بزيارته.
وبالفعل سافر رغم تخوف أهل زوجته الحديثة وعند وصوله لأميركا أخبره بما حدث فبارك له ودعا له بالتوفيق، وبعد ذلك عاد إلى بريطانيا واستقر مع زوجته.
قد يقول القائل أين وجه الاستغراب في القصة، رجل وتزوج من امرأة، لا تستعجل فالقصة لم تنته بعد. زوجة السعودي كانت وحيدة أمها وأبيها ولها ثلاثة أخوان، وكانت بارة بأمها.
أحد أخوتها الذي هو أكبر منها كان متزوجا وزوجته قد حجت مع أم زوجها، وفي تلك الحجة وهم بالحرم سمعت عمتها والتي هي أم زوجة صديقي تدعو عند الكعبة بلغتها حيث كانت لا تتكلم الإنجليزية، وكان هنا الإعجاز وهو ليس إعجازا لمن إيمانه قوي بالله، حيث قالت بلغتها وبما معناه يا رب ارزق ابنتي بشاب صالح من هذه الأرض الطاهرة والمباركة.
وقد حدث وتقبل ربنا سبحانه دعاء تلك المرأة الصالحة، نحسبها كذلك والله حسيبها، ونسأل لها الرحمة والمغفرة، فقد توفيت قريبا قبل عدة سنوات، وكانت دائما تذكر الله، كما نقل لي صديقي حتى في أواخر عمرها، بعد أن أصابها الخرف كانت فقط تردد ذكر الله.
وبالفعل جاء هذا الشاب من السعودية يطرق منزل هذه المرأة ليطلبها للزواج من غير سابق معرفة وحتى أنه لم يرها من قبل ولم يخبره عنها أحد، ولو أخبرت أحدهم بتلك القصة قبل حدوثها لربما ضحك عليك، وقال إنك تحلم فكيف بامرأة في أقصى بقعة بالعالم سيأتيها رجل بسبب دعاء، ولكنه الإيمان والصدق، قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).