بالنظر إلى اليد الطويلة التي لطالما تشدق بها رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو تجاه خصومه في منطقة الشرق الأوسط ابتداء من لبنان إلى اليمن ومرورا بسورية إبان سقوط نظام الأسد، وأيضا العراق وإيران وغيرها، ومن خلال الضربات الجوية التي نفذها تجاه أولئك الخصوم، وبالنظر إلى تبعات تلك الضربات التي حققت فيها نتائج فعلية وللأسف فرضت فيها تغييرات ومواقف قد تكون لها تبعات غير محمودة العواقب تتمثل في فرض كل إرادتها على المنطقة وبما يوافق أهدافها البعيدة المدى، هناك إجماع من العديد من المراقبين السياسيين لأوضاع منطقة الشرق الأوسط عقب عام كامل مضى وأثر تلك التغيرات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، على أنها فرضت الكثير من الأمور في لبنان ووصلت لدرجة تنفيذ الكثير من الإجراءات التي كانت بالماضي شبه مستحيلة، ومن ضمنها على صعيد لبنان كما أسلفنا انسحاب حزب الله لمنطقة آمنة في جنوب لبنان. وهناك الكثير من الأمور الخفية ومن تحت الطاولة ربما تكون قد جرت في لبنان وقد تظهر في المستقبل القادم.
وأيــضا الإجراءات التي قامت بها تجاه التقدم باتجاه الحدود السورية إبان سقوط نظام الأسد والتمركز في نقاط ومواقع مهمة لها أهميتها الاستراتيجية في الجبال المشتركة بين إسرائيل وسورية والتقدم باتجاه مواقع مهمة في هضبة الجولان، بالإضافة إلى الضربات الجوية ضد إيران مع التنويه إلى الرد الإيراني المتواضع في هذا الصدد، كل ردات الفعل تلك وغيرها الكثير التي جرت خلال العام المنصرم كما أشرنا، فإنه وبالتأكيد أنه يمكن القول بأن وجه الشرق الأوسط خلال هذا العام تغير كثيرا عما كان قبل العام المنصرم. ولا ننسى هنا وفي هذا الصدد الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل في أي قرار وفي أي رد فعل اتخذته في هذا الصعيد. والأمر الخطير في هذا الصدد هو أن تفرض إسرائيل ما تريده وبما يوافق مصالحها وبعيدا عن أي اعتبارات إنسانية، بمعنى قصف وضرب أي موقع وأي مكان تعتقد أنه يشكل خطرا عليها حاليا ومستقبلا. وما نريد قوله هنا أيضا هو أن هذا التوجه لنتنياهو لمحاولات تغيير منطقة الشرق اعتمادا على الدعم الأميركي يشكل خطرا فعليا على منطقة الشرق الأوسط يتطلب أن تعيد دوله النظر في هذا الأمر. خلاصة القول بأن إسرائيل تغيرت كثيرا خلال السنوات الماضية ونراها بشكلها الحالي خطرا على المنطقة في المستقبل. والله ولي التوفيق.
[email protected]