منذ أن وصل دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية وهو ما فتئ يُطلق التصريحات تلو التصريحات المثيرة، وخصوصا المتعلق منها بغزة والشعب الفلسطيني، حيث تتميز تلك التصريحات بالغرابة ولا تعبر عن وجود فكرة أو معرفة تامة بتاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي على مدى عقود ماضية.
وما يهمنا هنا هو تلك التصريحات الغريبة التي أطلقها ترامب مؤخرا ومفادها عدم حق العودة للفلسطينيين وفق خطته لتسلمم غزة.
وأيضا تأكيده والتزامه بشراء القطاع وامتلاكه، وإمكانية منح أجزاء منه لدول أخرى في الشرق الأوسط للمساهمة في إعادة بنائه. وقد كان ترامب تحدث في أكثر من مناسبة عن رغبته في تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن والسعودية، حيث أكد ذلك في أكثر من مناسبة.
ونقول إن تلك التصريحات غير المسؤولة - إن جاز التعبير- هي غير متزنة، وغير متوافقة مع سياسة ثابتة لدولة عظمى وتصدر عن أعلى سلطة فيها، فهي تفتقر الى الكثير من المنطق، وذلك من واقع أن عمر القضية الفلسطينية هي تقريبا أكبر من عمره، وتعقيداتها والمراحل التي مرت بها تجعل على من يطلق أي تصريح فيها أن يكون مقاربا للحقيقة والواقع!
وعلى أي حال وبالرجوع لتاريخ ترامب وحياته العملية، نجد أن معظم تصريحاته مصبوغة بصبغة تجارية، أي ان الصفة التجارية والاستثمارية تغلب عليها بالدرجة الأولى، وهو ما يستنتج من تصريحاته بشأن غزة وجعلها ريفييرا جديدة في الشرق الأوسط! ومن يدقق النظر في تلك التصريحات يلحظ أن قائلها يعيش في عالم آخر بما يشبه الحلم الجميل وذلك فيما يتعلق بقطاع غزة.
وهنا يمكن القول إن غزة ليست للبيع لأي كان للتنظير بشأن مستقبلها وحياة شعبها، فشعبها هم أصحاب الحق الحقيقي وأصحاب الأرض وهم من يقررون مستقبلهم وحياتهم بعيدا عن تصريحات جوفاء لا تمت بصلة للواقع أو حتى الخيال.
ومن ناحية أخرى نقول أين كان ترامب ومشاريعه بشأن غزة عندما كانت تتعرض للحصار منذ أكثر من عقد من الزمان، وتحديدا خلال فترة رئاسته الأولى؟! أم أنه مكتوب على الشعوب الصغيرة والمغلوب على أمرها أن تتحمل خطأ السياسات والقرارات البعيدة كل البعد عن المنطقية والواقعية؟! أم هل عدنا إلى عصور الظلام التي يدفع فيها الأبرياء ثمن الحروب والظلم؟! والله الموفق.
[email protected]