لا يختلف اثنان على جهود المملكة العــربية السعـودية لرأب الصدع في أكـــثر من موقف وفي أكثر من بؤرة خــلاف وحرب حصلت في الماضي، فقـــد كانت جهودها التاريخية وعلى مدى فتــرات ماضية واضحة لرأب الصدع في العلاقات بين الدول، وعلى سبيل المثال لا الحصر كانت جهودها لتقريب وجهات النظر التي كان آخرها في السودان الشقيق جراء الأزمة التي يمر بها والخلاف بين الأشقاء المتخاصمين، فنظمت المؤتمرات تلو المؤتمرات واللقاءات، فكانت جهودها بناءة وذات تأثير كبير أسفرت عن نتائج إيجابية كانت بداية مهمة على طريق الحل. وبذلت الكثير من الجهود المضنية لتحقيق تلك الغاية المنشودة، وذلك من واقع يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم والمجتمعات والدول في العام أجمع. وقد أشرنا إليها هنا للتذكير والانطلاق لحدث آخر مهم على صعيد العالم بأكمله وهو جمع قادة أكبر بلدين في العالم وهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك سعيا للهدف من حل الأزمة العالمية الخطيرة وهي أزمة أوكرانيا، والتي يتوقع أن تكون أرض المملكة المنطلق لحلها توخيا لويلات تلك الحرب على الصعيد العالمي بأكمله. ومن جهة أخرى نقول إن مجرد عقد مثل هذه القمة في الرياض يعطي الانطباع بمدى أهمية الدور الدولي الكبير للمملكة. ومن جانب آخر أيضا هناك العديد من الأسباب التي من أهمها أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي له مكانة سياسية مرموقة لدى رئيسي هذين البلدين. كما تأتي تلك الجهود استمرارا لعمل المملكة المتواصل في حل الأزمة الروسية - الأوكرانية، وإيجاد سلام دائم وعادل في تلك البؤرة من الصراع. هذا بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية لطالما تبنت الكثير من مبادرات السلام لتقريب وجهات النظر بين الخصوم وفي مواقع الصراعات المختلفة في العالم. كما أن سياسة المملكة تحظى بالثقة والمصداقية بين أكبر قطبين في العالم، ويوفر موقع المملكة في الديبلوماسية الدولية قدرتها على تبني المبادرات الدولية، وأيضا تعد المملكة لاعبا رئيسيا في حل الأزمات والخلافات الدولية. كما يعزز استقرار المملكة ونموها داخليا وينعكس على حضورها وريادتها المهمين. والله ولي التوفيق.
[email protected]