حين تجمع الحروف وتصاغ الكلمات بعناية تصبح تلك الكلمات جملا وعبارات تتناغم مع بعضها البعض وتغرد بمفردها بأعذب المعاني الصادقة لصدق من صاغها وكرس وقته وجزءا من حياته وسهر عليها ساعات بل ليالي بل أشهرا طويلة لكي تصنع معنى ومصطلحا جديدا تم إدخاله بعالم الكتابة، عالم ينسجم به الجميع من شتى الأعمار من هاوين للقراءة أو غيره.
رواية عاشت معها الكاتبة بإخلاص وحب قامت بمراجعتها تكرارا ومرارا لتكون خالية من الأخطاء ليكتمل جمال تلك الكلمات جمالا.
حين عاشت الكاتبة خلال كتابتها للرواية مع تلك الكلمات والعبارات وسيطرت على مشاعرها بين الضحك والقلق والحزن والفرح والبكى، لتصبح تلك القصة الحقيقة التي حدثت بالواقع لأحد الأشخاص رواية طالما انتظرتها الكاتبة علياء الكاظمي لأن تكون جسدا تضعه بكل حب بين أيدي القراء لكي يعيشوا ما عاشته من مشاعر جميلة لتلك القصة.
ينبض قلبها هلعا وشوقا لكل تعليق يصل اليها عن هذا الكتاب من قبل القراء. وحين مسكنا روايتها وأصبحت بين ايدينا وبدأنا بالقراءة تحولت حياتنا إلى عالم من الصمت حلقت بنا إلى عالم آخر، عالم أصبحت فيه تلك الكلمات شخصيات حقيقية رسمتها لنا علياء الكاظمي بكل دقة واحتراف من خلال صياغة كلماتها وسلاسة سردها للقصة، عاشت معنا وعشنا معها ووجدنا انفسنا نتنفس كل كلمة وكل حدث في تلك الرواية، فتارة نبكي وتارة نضحك وتارة نغضب وفجأة يسرق منا الوقت جمال هذه الرواية لتنتهي سريعا جدا ونجد كل جزء من جسدنا عاش لحظة بلحظة مع الكاتبة علياء الكاظمي بروايتها الجديدة «يا بعده».
شكرا على صدق ما كتبت تلك الأنامل، وشكرا لكل كاتب تحمل مسؤولية حرفته ليصيغ كلمات راقية تليق بعاداتنا وتقاليدنا وتراعي مشاعر الكبير والصغير النساء والرجال فهي فعلا أمانة كبيرة على عاتق كل كاتب يملك موهبة الكتابة.