أطال الله بعمرك يا بو ناصر، رفعت اسم الكويت عاليا ومنحت ما يليق بمقامك وقدرك، قد تكون الكويت متأخرة في بعض المشاريع الصناعية والتجارية والاقتصادية والطبية، وقد تكون بعض الدولة سبقتنا في التطور والتقدم وبالفعل حظيت بعض الدول بمراكز متقدمة وسلطت الأضواء العالمية عليها، لتصبح مركزا تجاريا سياحيا رغم حداثة اقتصادها، وفاز البعض بجوائز كأفضل مطار بالعالم أو أفضل مستثمر بالعالم أو استضافة إكسبو 20/20 وتنظيم كرة القدم لكأس العالم.. إلخ.
ولكن كل هذه الإنجازات إنجازات مالية بحتة تعتمد على الإدارة التنفيذية التي تقوم بتنفيذ ما تم اقراره وتشريعه، اخترت يا قائد الإنسانية رئيسا للحكومة وأعطيت أوامرك النبيلة لتطوير وإنجاز جميع المشاريع العملاقة التي تفيد أبناء الوطن وتفيد مستقبل الكويت، وأكملت مسيرتك لبناء علاقات دولية عالمية لرفع اسم الكويت عاليا. على مر تلك السنوات الطويلة التي توليت فيها مناصب عديدة منها وزارة الخارجية، كنت فارسا امينا حريصا بإدارتك الحكيمة على تعزيز مكانة الكويت أمام تلك الدول العملاقة، فأصبحت الكويت رغم صغر حجمها كبيرة وصنعت لها مكانة مرموقة، تنظر لنا دول العالم كإحدى الدول العظمى فطلباتنا واقتراحاتنا مسموعة تستعين بنا الدول لحل النزاعات القائمة بينها لعلو مقامك وشخصك، لن ننسى الغزو الغاشم على الكويت حين وقف معنا العالم بأجمعه لاسترجاع الكويت.
أكملت مسيرة آبائك واجدادك واخوانك واليوم أثمرت جهودك وأفعال الخير التي طالت جميع أنحاء العالم ليتم تكريمك بالأمم المتحدة قائدا للعمل الإنساني، وتحصل على أول مسمى من نوعه في العالم، كيف لا تحصل على هذا التكريم وقد صنعت من إنسانيتك عطاء وسخاء ولم تلتفت لطائفة أو دين أو عرق لكي تعطي وتعطي وتنقذ نساء ورجالا أطفالا دون تردد أو تفكير. ساهمت في بناء دول وشاركت في إنقاذ المساكين والفقراء من الجوع والعطش والكوارث الطبيعية. بنيت مساجد ومدارس ومستشفيات ومنازل، كيف لا يتم تسميتك بقائد للإنسانية وانت الإنسانية كلها؟! هكذا هي الكويت وأهلها وحكامها.
يمدون أياديهم البيضاء لمساعدة الجميع ولا ينتظرون من احد شيئا سوى العفو والمغفرة والرحمة من الله، يا بوناصر ما حصلت عليه من مسمى «قائد للإنسانية» ليس بسبب تشييد أطول برج بالعالم ولا أكبر ناد رياضي بالعالم ولا أرقى مجمع تجاري بالعالم، ما حصلت عليه هو ناتج عن أفعال إنسانية ووازع ديني، أفعال لا يقوم بها إلا النبلاء، أفعال خير تم بناؤها عبر الزمن نابعة من القلب الأبيض الصافي المحب للعطاء في سبيل تشييد بيت بالجنة.
يستغرب البعض كيف تمر الكويت بكل هذه الأزمات وتحيط بنا كل هذه المخاطر من الدول المجاورة ولا تتأثر؟ هذه هي نتيجة أفعال الخير من ديرة الخير حفظنا الله برعايته وفضله وبإذن الله سيحفظنا دوما مادامت تلك الأعمال النبيلة مستمرة من أهل الخير.
twitter:@falarbash
[email protected]