ثلاثة جداول تلتقي في النهر الذي نجدد على ضفافه عهدنا وبيعتنا لبلادنا وأميرنا، لسان حالنا يقول بلغة واضحة لا لبس فيها «أميرنا فخر وشعبنا ذخر» وبين ضلوعنا ينبض وطن نلتقي على الإيمان بكل ذرة من ترابه.
عام يمضي وآخر يأتي على ذكرى استقلالنا المجيد التي تحفر في الذاكرة والوجدان معاني الحب والعطاء والعيش المشترك مهما اختلفت التوجهات والآراء والمشارب الفكرية.
نستعيد في هذا اليوم حكمة الرعيل الأول من قيادتنا الحكيمة، التي أرست أسس الدولة الحديثة، لتواصل الأجيال من بعدها البناء، بعزيمة البحار الذي أدمن قهر الموج، وامتلك البوصلة التي تحدد الطريق إلى بر الأمان.
استقلالنا واستقرارنا رغم الرياح العاتية التي تهب على المنطقة والعالم درس آخر نقدمه لمن يريد الاستفادة من تجربة جذورها راسخة في هذه الأرض الطيبة وفروعها في السماء.
شاءت الأقدار أن يرتبط استقلالنا بذكرى عزيزة أخرى على قلوب الكويتيين وكل حر وخير في هذا العالم، وهي ذكرى تحرير الكويت من الغزو الصدامي الغاشم الذي كرس عددا من الحقائق، أهمها على الإطلاق حكمة القيادة في التعامل مع ذلك الكابوس، ووفاء الشعب الذي فوت الفرصة، أصر على حريته كاملة دون نقصان، وتمسك بالشرعية وما راكمه من تجربة سياسية، يشهد القاصي والداني على نضجها.
ثالثة أثافي أعيادنا ذكرى تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، مسند الإمارة ليواصل مسيرة البناء على ما أسسه الأسلاف ويقدم خلاصة تجربته في العطاء لبلد احبه وشعب يستحقه، وتسلم سمو الشيخ نواف الأحمد، المجرب في العطاء والإبداع القيادي ولاية العهد، ليكون باتساع تفكيره وأفقه، وتفانيه في خدمة الكويت وأهلها خير معين.
تحمل احتفالات الكويت وأهلها بالأعياد الوطنية ما يكفي من الدلالات على رسوخ التجربة الكويتية وثباتها، فهي واحدة من المرايا التي نرى فيها ما كنا وما اصبحنا عليه، ونافذة نطل منها على مستقبل زاهر بإذن العلي القدير وفضله، وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نرفع إلى القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، والشعب الكويتي أسمى آيات التهنئة راجين من العلي القدير ان يديم علينا التقدم والأعياد في ظل قيادتنا السياسية الحكيمة.