تمر الذكرى الأليمة الـ 34 للغزو العراقي الغاشم على وطننا الكويت الحبيب، تلك الجريمة النكراء التي قام بها محتل غادر تسلل في جنح الليل محاولا طمس هوية دولة وتاريخها ونهب ثرواتها، وشكل يوم الخميس الأسود 2 أغسطس محنة وملحمة أكدا صلابة وتماسك الشعب الكويتي والتفافه حول حكومته وقيادته الشرعية ليضرب أروع الأمثلة في الوحدة من أجل دحر العدوان ونصرة الشرعية وبقاء الكويت حرة أبية، ولم تتوان قيادة الكويت حينها، وعلى رأسها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي عهده، آنذاك، رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله، برفقة وزير الخارجية، في تلك الفترة، سمو الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراهم جميعا، في حشد التأييد الدولي والعربي للقضية الكويتية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحرير البلاد، وتحل تلك الذكرى لتيقظ ما عاناه الوطن وأبناؤه من كافة الأفعال المجرمة.
بل إن هذا اليوم كان شاهدا على كارثة إنسانية احتلت فيه أرضنا الطاهرة على أيدي قوات الظلم والاستبداد، التي لم تراع أبسط معاني الحياة، ذلك اليوم الذي فقد فيه الوطن العزيز فلذات كبده وخيرة نسائه ورجاله وشبابه، فقد كانت أوقاتا عصيبة ومحنة قاسية على أبناء بلدي، عندما وجدوا أن بلدهم اختطف، وبفضل الله سبحانه ثم بجهود أبناء الكويت من كل فئات المجتمع، وتعاون الدول الشقيقة والصديقة تحرر الوطن وزال العدوان وانقشعت الغمة.
ففي شواهد ذلك الفعل الكويتي المشهود له، دروس وعبر ننقلها للأجيال ونذكرها مثلما نذكر أحبتنا الأوفياء الشهداء والمفقودين، الذين بذلوا أرواحهم من أجل «كويت حرة»، بل أبرزت محنة الغزو مدى تماسك الشعب الكويتي وصموده ومقاومته للاحتلال والدفاع عن بلاده والتفافه حول حكومته وقيادته الشرعية ورجوع سيادة الدولة وحريتها وعزتها واستقلالها لتصبح في مصاف الدول المتقدمة.
ولا يسعنا في آخر المقام والمقال سوى أن ندعو الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد وولي عهدها الأمين سمو الشيخ صباح الخالد وشعبها الوفي من كل مكروه، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على الحبيبة الكويت.