عادة ما يميل الشخص الطبيعي إلى احترام كل الأشخاص بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم الفكرية والعقلية، فهو لا يفرق بين إنسان وآخر، ولا يتقرب من القوي ويبتعد عن الضعيف، بينما يسعى الشخص المتصنع للتقرب فقط من الشخص القوي الذي سيستفيد منه.
أيضا، لا يهتم الشخص الطبيعي بتغيير طباع الناس، أو تغيير معتقداتهم وأفكارهم لكي تكون مثل معتقداته وأفكاره، فهو يحترم الناس ويتقرب منهم حتى لو كانوا مختلفين عنه، بينما يسعى الشخص المتصنع إلى تغيير عقول الناس لجعلهم يفكرون بالطريقة التي تناسبه هو.
كما انه لا يسعى بأن يقوم بالأعمال التي ترضي الناس فقط، وإنما يقوم بالأعمال التي ترضيه في البداية والتي تؤمن له القناعة والراحة النفسية، وذلك لأنه لا يسعى وراء محبة الناس وإعجابهم به، بينما يسعى الشخص المتصنع بالقيام بالعديد من الأعمال التي لا ترضيه وإنما ترضي الناس فقط.
ونادرا جدا ما يتحدث الشخص الطبيعي عن أعماله وإنجازاته ونجاحاته التي حققها في حياته، وهذا لأنه لا يحب أن يتفاخر أمام الناس، ولا يحب أن ينتظر سماع المديح منهم، بينما لا يتوقف الشخص المتصنع من الحديث عن نفسه، وعن التفاخر بالإنجازات التي تمكن من تحقيقها في حياته، وكل هذا فقط لكي يستمتع بمديح الآخرين، وهذا إن دل فهو يدل على نقصه وعدم ثقته بنفسه.
يسـعى الشخــص الطبــيعي وبكــل قوته لتطوير نفسه ولتطوير أعماله، كما ويسعى وبكل جهد لتحقيق كل الأحــلام التــي طالمــا تمناها وخطط لها في الأيام الماضية، بينما يكتفي الشخص المتصنع بالحديث عن أحلامه وطموحاته المستقبلية أمام الآخرين، دون الإقدام على القيام بأي خطوة عملية لتحقيق هذه الأحلام والطموحات، ذلك ولأنه شخص مزيف في أفكاره وطموحاته وعقليــته وكــل شيء، ولا يملك هدفا حقيقيا ولكنه هدف مزيف.
وعادة ما يقوم الشخص الطبيعي بتقدير أعمال الآخرين المهمة وتشجيعهم في الاستمرار بها، بينما لا يكف الشخص المتصنع عن انتقاد الآخرين وتوجيه الكلمات السلبية لهم، بهدف إحباطهم.
طبعا لا يمكننا القول أبدا إن شخصا يمتلك الشخصية المصطنعة هو شخص سوي نفسيا، لأنه في الواقع هو شخص هش نفسيا وقليل الثقة بنفسه.
ومن مظاهر التصنع المنتشرة بشكل ملحوظ وكبير، تظاهر شخص ما مثلا بأنه ينتمي إلى أسرة غنية فتجده يستخدم لهجة مختلفة عن لهجته الحقيقية ويستخدم كلمات ومصطلحات لا يستخدمها في العادة، وبعضهم يصل بهم الزيف والخداع إلى العبادات... إلخ.
نعم تجدهم يتصنعون كلامهم وسلوكاتهم وحركاتهم.
وصاحب هذه الشخصية في الواقع خسر نظرته الصحيحة لنفسه، وأخذ يبحث عن مكانة له في المجتمع معتقدا أن هذه المكانة لن يحصل عليها دون الكذب والزور والخداع.
في الختام: إن مشكلة الشخصية المزيفة أو المصطنعة هي مشكلة منتشرة بشكل كبير داخل مجتمعاتنا، ويعود هذا إلى أسباب كثيرة قد تكون قلة الوعي وقلة الثقافة في مقدمتها وحب المظاهر.
عليك تجاهلهم ولا تفكر بأن تجادلهم ولا تمدحهم، فقد يقوم البعض للأسف بمجاملة هؤلاء الأشخاص تجنبا لانتقاداتهم، لكن في الحقيقة هذا يزيد المشكلة ويعمقها أكثر، لذلك ابتعد كليا عن مدحهم أو مجاملتهم، ويجب أن يمتد الموضوع ليصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فحتى في تلك المواقع لا يجب أن تسهم في انتشار هذه الظاهرة غير الصحية في المجتمع.