منذ سنوات وأنا على تواصل مباشر مع إحدى الفئات النابغة والمتميزة في المجتمع، ألا وهم المخترعون، وعلى مدار سنوات منذ أن بدأت مشاركتي التطوعية في الجمعية الكويتية لدعم المخترعين والابتكار سواء كمستشارة للجودة والاعتماد الأكاديمي للجمعية أو منصبي الحالي كنائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، اكتشفت مدى الإبداع والابتكار الذي يسيطر على أذهان هذه الفئة بشكل لا يصدق.
الكثير من الكويتيين قد لا يعرف أسماء المخترعين من أبناء هذا الوطن، أو يعرف البعض منهم فقط، ولكن الحقيقة هي أن لدينا العديد من المخترعين المتميزين في مجالات مختلفة، هم مبدعون وقادرون على الخروج بابتكارات تساعد البشرية بشكل عام.
وما يدور في أذهان الكثيرين الآن، أين هم من أزمة كورونا؟، لماذا لا تتم الاستعانة بهم للخروج بابتكارات وإبداعات تسهم في الوقاية من الفيروس أو تقليل حدة انتشاره أو توفير إجراءات احترازية أفضل؟!، فهناك العديد من الابتكارات على المستوى العالمي ساهمت في ذلك، منها مثلا اختراع أميركي يتعلق بإتاحة تعدد استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي والذي أنقذ حياة الآلاف، أو الاختراعات البسيطة التي تقلل لمس الأشياء مثلا أو غيرها.
وعلى المستوى المحلي، فإن المخترعين الكويتيين لديهم العديد من الأفكار المتميزة في هذا الشأن، وما يحتاجون إليه فقط هو تقديم الدعم المناسب، ولدينا في الجمعية الكويتية لدعم المخترعين والابتكار العديد من النماذج في هذا الشأن، منها الكمام الكامل الذي يغطي الوجه ولا يسمح إلا بدخول الهواء النقي فقط، وآخر يعمل على تعقيم أرفف الجمعيات والمدارس والدوائر الحكومية وغيرها، فضلا عن فكرة صندوق التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وغيرها من الابتكارات الكويتية المتميزة.
في وقتنا الحالي، الكثير من الدول اتجهت مؤخرا إلى دعم هذه الفئة المبدعة ليقينها التام بأن الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكارات والاختراعات في مختلف المجالات هو السبيل للخروج من عنق الزجاجة في الفترة المقبلة.
أيضا جميعنا يدرك أن أزمة «كورونا» لن تنتهي بين ليلة وضحاها، وهي مستمرة معنا لأشهر أو لسنوات، ما يتطلب مواءمة أساليب حياتنا وتغييرها بما يتناسب مع الإجراءات الوقائية، وهو ما يستدعي الاستعانة بهذه الفئة المبدعة للخروج بابتكارات كويتية تسهم في مكافحة الفيروس، وفي الوقت نفسه قد تكون مصدرا ماليا جديدا حال الترويج لها عالميا بالشكل السليم، فكما تبحث الدول حاليا عن لقاح وعلاج للفيروس، تبحث أيضا عن ابتكارات تسهم في الوقاية منه ومن غيره من الفيروسات التي قد تظهر مستقبلا.
ختاما: لدينا كفاءات وطنية مبدعة ومبتكرة، وابتكارات متميزة في عدة مجالات، ألم يحن الوقت للاستعانة بهم، هناك مسؤولية كبيرة على الدولة لدعم ومساندة هذه الفئة في الفترة المقبلة، ويتوجب على مؤسسات الدولة الاستعانة بهم وتبني أفكارهم، لأن هذا بلا شك سيصب في صالحهم وصالح الوطن.
[email protected]