على مدى الأشهر الأربعة الماضية كنت من دون سائق للبيت بسبب مغادرة السائق وعدم نجاحي في إحضار آخر طوال هذه المدة.
غريب كيف تجعلك الحياة من دون سائق بيت تكتشف أمورا كثيرة كانت غائبة عنك نظرا لاعتمادك الكبير عليه في أغلب مشاوير البيت.
مثلا، انصدمت ان سعر كيس توست المطاحن 400 فلس، وانا خبري فيه منذ سنوات طويلة تقريبا 100 فلس. كذلك اكتشفت أن مشاوير الجمعية لأغراض البيت لا تنتهي، لازم تروح باليوم مرة مرتين.
مع ذلك حاولت إحدى المرات واشتريت أغراضا و«ماجلة» بقيمة 100 دينار بالتمام والكمال، دخلت البيت منتصرا كالملك، وقلت لنفسي «خلاص أسبوعين على الأقل لن أذهب للجمعية فقد احضرت كل شيء وبكميات كافية»، فقط لأكتشف أنني نسيت إحضار الروب، وهو مادة أساسية في وجبة في بيتنا (طرى عليَّ مشهد حسين في درب الزلق يوم شق دشداشته، بغيت أسوي نفسه من القهر).
لكن أهم شيء تعلمته بسبب غياب السائق هو وزن «خيشة عيش التموين» ومدى ثقلها الذي أعتقد أنه يصل لـ40 كيلو غراما، وهو وزن ليس بسيطا. شلون اكتشفت هذا الأمر؟
عندما ذهبت لفرع التموين لأخذ التموين الشهري، وهو أيضا مهمة أخرى من مهام السائق عندما كان لدي سائق.
المصيبة في خيشة عيش التموين هي كيف تنقلها من سيارتك إلى داخل بيتك، فهي ثقيلة جدا وقد تسبب أضرارا جسدية خاصة لشخص في مثل عمري.
الحاصل في السابق أنه كان السائق والخدامة يتعاونان عليه حتى إدخاله البيت، حتى تعاون السائق مع الخادمة كانت فيه معاناة مع حمل ذلك الوزن الثقيل. وانا متأكد الكثير من الناس يعانون من هذا الموضوع الذي قد يبدو صغيرا لكنه في الواقع يدخل من باب الإنسانية والرحمة، فما ذنب الخادمة أو السائق او حتى المواطن في حمل ذلك الكيس الثقيل بينما هناك خيارات أخرى؟!
أرغب في اقتراح أحد هذه الخيارات على إدارة التموين بوزارة التجارة، الأمر اختياري فيمن يرغب في أن يأخذ تموين العيش على شكل اكياس صغيرة مغلقة وزن كل واحد 5 كيلوغرامات، بشرط إرجاع تلك الأكياس فارغة في الشهر التالي في حال رغب في تسلم تموينه من الأرز بهذه الطريقة، وذلك حتى لا يكون هذا الموضوع باب هدر.
نقطة أخيرة: الموضوع لا يقتصر على خيشة العيش فقط، بل أيضا السكر وكراتين زيت الطبخ والحليب الجاف، أتمنى النظر في تقسيمها.
ghunaimalzu3by@