لطالما كان النجاح وسيظل حلم غالبية البشر، نسعى إلى تحقيق إنجازات مذهلة غير مسبوقة، ونحلم بالتربع على قمة المجد والتمتع بحياة رائعة فيها كل ما نتمنى، لكن الفرق شاسع بين تلك الأحلام وواقع الحياة، بين شخص تبقى أحلامه حبيسة عقله دون جهد يذكر، ومن يبذل كل قوته وعزيمته للحفر واستخراج الذهب من قاع مليء بالتحديات ومزدحم بالمنافسين الأشداء، بينما يقضي الفاشل حياته يشكو حظه العاثر ويلوم الظروف والناس من حوله، يتحمل الناجح مسؤولية حياته ويسعى نحو أهدافه بإصرار وعزيمة لا تعرف الاستسلام، في حين يكرس الفاشل حياته لتبرير فشله بإلقاء اللوم على الدنيا والناس والعالم الخارجي، معتقدا أنهم السبب في عدم وصوله إلى ما يريد.
الفاشلون يقضون معظم وقتهم في البحث عن أعذار يعلقون عليها إخفاقاتهم المتكررة وفشلهم الذريع، ينقبون باستماتة عن كبش فداء يحملون عليه واقعهم الذي يرفضونه بشدة، فتضيع أعمارهم في القيل والقال، وانتقاد الآخرين، ومهاجمة الناجحين وتسفيه إنجازاتهم وإنكارها. يغارون من النعم التي نالها الآخرون بجهدهم وتضحياتهم الكبيرة، متجاهلين الحقائق حولهم وإشارات التنبيه التي تحثهم على خوض رحلة تغيير شاملة، وإلا سيبقون على حالهم للأبد.
أما الناجحون، فلا يضيعون دقيقة واحدة من وقتهم الثمين في السخرية من الآخرين أو انتقادهم. إنهم مشغولون دائما بالسعي خلف أحلامهم، وتطوير مهاراتهم، وتمهيد الطريق لتحقيق أهدافهم. يعلمون أن الطريق وعرة، وأن الوصول إلى القمة يتطلب تركيزا وجهدا كبيرين. إنهم مشغولون بأهدافهم ويسعون جاهدين إلى تحقيق طموحاتهم الكبيرة، لا يهتمون بالتفاهات أو الصغائر، لأنهم عظماء النفس. أما الفاشلون، فعلى العكس تماما، لن ينتقدك أحدهم ويحاول تثبيط همتك إلا إذا كان ضائعا تائها لا يعرف طريقه، فينفق وقته وطاقته في محاولة إحباطك وكسر عزيمتك ووضع العثرات في طريقك.
قــد يكون مثل هذا الشخص قريبا مـنك، سواء كان قريبا أو صديقا أو زميل عمل، أو حتى فردا من أفــراد الأسرة، يجب أن تحذر من هؤلاء الأشخاص السلبيين قدر الإمكان، ولا تسمح لهم بتحديد مصيرك مهما كانت مكانتـــهم لديك. الحب شيء وحياتك شيء آخر. يمكنك أن تحب شخصا دون أن تتبع نمطه إلى درجة تفقد معها قوتك وثقتك في نفسك، وإيمانك بأنك ستحقق أحلامك.
ضع حداً لأي شخص يحاول تحطيم معنوياتك، أيا كان، وانطلق صوب أحلامك دون أن تلتفت إلى الوراء، فإذا أردت النجاح عليك أن تتخطى الصعاب وتتقدم إلى الأمام دون تراجع، وتنهض من جديد في حال سقطت مرة لتتابع المشوار حتى الرمق الأخير.
انشغل بأهدافك، وازرع بذرة أحلامك منذ اليوم، وتعهدها بالرعاية والاهتمام، لتنمو مع الوقت وتصبح شجرة وارقة مورقة.
Instagram: @hamadaltamimiii