في تجمع كبير جمع رواد صناعة النفط والغاز وبترتيب راق تفخر به الكويت، اجتمع الخبراء المحليون والعالميون وتم استعراض شؤون النفط ومستقبله والتحديات المحيطة به.. ولعل من الجدير الاشارة اليه وهو «مستقبل النفط»، وهذا هو الهاجس الاكبر الذي يدور في فلك كل انسان على وجه الارض: هل سيستمر النفط كمورد رئيسي لانتاج الطاقة؟ كيف ستكون الاسواق العالمية بعد ربع قرن من الآن؟ ما التحديات التي ستطرأ على النفط؟
وحيث إن ذلك هو عصب وسنام الاقتصاد الكويتي والخليجي على حد سواء، نشير باختصار الى ابرز ما تم طرحه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر:
٭ الاستهلاك العالمي للنفط كما تراه منظمة أوپيك سيتعدى حاجز الـ 100 مليون برميل في 2040 وخصوصا في قطاع النقل الجوي والبحري والبري وانتاج الطاقة الكهربائية.
٭ الزيادة المطردة للسكان على وجه الارض هي العامل الاكبر المؤثر على الطلب وزيادته.
٭ الطلب على النفط في بعض الاسواق يتجه للانخفاض خصوصا في الدول التي طورت بدائل للطاقة والاعتماد على المتجددة منها.
كل هذه المؤشرات ايجابية ولكن التحديات المحيطة ايضا متعددة وكثيرة ومنها:
1 ـ الأضرار البيئية في الدول المصدرة والمستوردة للنفط ومشتقاته.
2 ـ المحافظة على سلامة الامداد من والى الاسواق المستهلكة خصوصا بعد حادث ارامكو الاخير والهاجس الذي يحيط بقدرات الدول المصدرة.
3 ـ الارهاب الالكتروني الذي بات عامل عبث يهدد المصادر النفطية في جميع الدول ويعوق استمراريتها في الانتاج والتصدير.
4 ـ التوجه نحو الثورة الرقمية في الاسواق العالمية وأهمية مجاراة ذلك واللحاق بركب تلك التطورات الرقمية.
والذي يهمنا في الكويت وعلى ضوء تلك التحديات ومستقبل النفط والغاز هو:
٭ تعزيز المبادرات البيئية لتحجيم الاضرار المؤثرة على المناخ وانبعاثات الغاز والتركيز على التشجير والعناية بمعالجة مشكلة التصحر، وهذا من اهم الامور لمناخ نظيف لوطننا الكويت خاصة ونحن في دولة محدودة المساحة جغرافيا.
٭ النظر بجدية الى تحويل النفط والغاز الى صناعة محلية تساهم في القيمة المضافة لبرميل النفط، بحيث لا نضطر للمعاناة عند هبوط اسعار النفط وتكون لدينا بدائل صناعية للنفط تساعدنا في التغلب على ذلك.
٭ الاهتمام بتطوير العنصر الكويتي الفعال واعداده وتدريبه وتأهيله وخاصة ان الشباب الكويتي من الجنسين اثبت نجاحه في الميدان وفي القطاع النفطي.
٭ الاهتمام بالاستثمار في الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي تعتبر الاسواق النامية مثل الهند وباكستان وتركيا واندونيسيا مما يضمن لنا قنوات لتسويق النفط الخام.
٭ تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في توليد الطاقة من المصادر البديلة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) والتزام الدولة بشراء الطاقة الكهربائية من تلك الشركات التي ستوفر ملايين الدنانير كبديل بيئي يضاهي الوقود الاحفوري ويساهم في سلامة الكويت واهلها من الاضرار البيئية.
كل الشكر والتقدير للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر، والى مزيد من النجاحات.
alterkait_hamad@