لا أعرف لماذا أصبح اللون القاتم يحيط ببلادي وكأن السلبية المظلمة دهنت خريطتنا بكل الاتجاهات وتصر على حرماننا من نور الشمس الجميل، أزمات ومشاكل تتوالد والمصيبة أن الحلول عبارة عن حبر على الورق فقط والعرض لا يزال مستمرا، ارتفاع معدلات البطالة للمواطنين مع توظيف الوافدين - تزوير للجناسي - غسيل أموال - احتكار للتجارة بكل أنواعها وعرقلة محاولات الشباب للولوج الى عالم التجارة والاستهزاء بأفكارهم - ترويج واسع للمخدرات وغيرها من السموم - دعارة - سموم الأحقاد والحسد للكويت وشعبها - إعلام ضعيف - أزمة إسكانية - الاستهانة بقدرات المواطن والتشكيك بها - غضب شعبي من إهمال الحكومات المتتالية للمواطن حتى أصبح يشعر بأنه غريب في وطنه، قتل في وضح النهار ومشاجرات عنيفة، لائحة طويلة جدا لو تتبعناها سنجد أنفسنا لا محالة نمشي بطرق وعرة ومتعبة ومؤلمة.
نقطف الآن الثمار العفنة للمنظومة الفاسدة المتشابكة الخيوط والتي ساهمت في تعميق المشاكل بدلا من حلها وأصبح معها الشعب ضحايا، لا أوجه أصابع الاتهام الى طرف واحد بل لأطراف متعددة هم من أوصلونا للحال المتردي، من حكومات ونواب وقياديين وأصحاب قرار وإعلاميين ومتنفذين لم يجدوا من يمنعهم فانفتحت شهيتهم بقوة وسلاحهم الصوت العالي والتهديد وتضخيم الوقائع وتشويه النوايا الحسنة والتشكيك بها، بتنا نعيش الازدواجية في المعايير بين الغياب الحكومي والبرلماني والصحو المفاجئ وبين قوة الطرح والارتباك وغير ذلك وهكذا بات المجتمع يتلقى الأزمات بعد الأزمات والضربات الصاعقة بعد الضربات.
فرح حمزة وعبدالعزيز الرشيدي ضحيتان، كما أن عيالنا في المدارس والجامعات وفي المجمعات التجارية أو في الوظائف وأهلنا وأحبابنا وجيرانا هم أيضا ضحايا لكل التناقضات التي نعيشها والتي أثرت سلبا في مفاصل الدولة وجعلت الأسر تتآكل والمجتمع المسالم يتناحر ودخلنا الشك في أنفسنا ومن حولنا وأضحى المواطن يعيش الاضطراب والتوتر طوال يومه ولا يعلم كيف ستنتهي هذه السلسلة المتواصلة المحزنة.
لم أتمن أبدا أن أعيش هذا الوضع لوطني الغالي، ولكن يجب أن نقر بأننا نقف الآن على حافة الهاوية، والنجاة لن تكون أبدا بمساعدة خارجية إنما من داخلنا ككويتيين حكومة وشعبا، نحن لم نفشل في حياتنا المعاصرة، ولكن أيضا لا نريد أن نكابر ونتعنت بأننا كنا وكنا ونزايد على أنفسنا، إن البوصلة الواضحة كانت من أهم أسباب هداية البحارة في أعماق البحار وبوصلتنا للنجاة من القاع الأسود للهاوية لا تكون بردود أفعال سريعة وعاطفية إنما بمبادرات قوية وعميقة تعيد لنا الاعتبار كوطن وشعب، خارطة الطريق للمستقبل تكون بالقانون أولا والحزم في تطبيقه ثم الإصلاح التام وبخطط واقعية مدروسة لكل جهات الدولة مع حركة تنمية جريئة وإعادة بناء أبنائنا ليتماشوا مع الزمن الحديث بشخصيات فاعلة متميزة مبدعة متجددة الثقافة مع التمتع بصحة نفسية سليمة وواقع أسري مستقر ليصبحوا شخصيات متزنة، الوصول الى بر الأمان وعبور الهاوية هو الأمل ونحن نتمسك بالأمل دائما.
[email protected]