أيام قليلة وأرفع رزنامة سنة 2021م لأستبدلها برزنامة جديدة، عام سيمضي وعام سيبدأ، منذ بداية شهر ديسمبر وأنا أتوقف كثيرا أمام الرزنامة أتأملها هل مر عام كامل بهذه السرعة، تساقطت الأوراق سريعا وتتالت الأيام والأشهر وفجأة قفزنا لنهاية العام، عام تقاذفتنا فيه مشاعر عديدة عشنا الفرح والألم، الخوف والترقب وملايين المشاعر المتناقضة مع مفاجآت فيروس كورونا وتحوراته تعايشنا مع قوانين وبرامج صحية وتعاملنا مع حسابات اقتصادية فرضتها علينا طبيعة الأزمة وشاهدنا تغيرات عديدة في العالم.
الأعوام قد تكون مجرد أرقام والحياة محطات ولكنه عمرنا الذي ينقضي ونحن في غفلة عنه، تغيرت الملامح وتغيرت الأهداف وتغيرت الوسائل ولم تعد القلوب البيضاء الطيبة تحيطنا، فالأخلاق انحدرت والاستغلال أصبح سمة الحياة والمصلحة شعار يُرفع وتؤرقنا أخبار الفساد المتزايد في كل مكان، أشاهد المتناقضات حولي وتغيرات البشر المفاجئة، وأتساءل هل نحن نتجه نحو النهاية؟
خلقنا لنعيش الحياة بكل تغيراتها وظروفها، فالبشر مكلفون بإعمار الأرض حتى وإن خربها البعض، لا أحبذ ارتداء نظارة سوداء ولا أميل إلى التضخيم لأن ثقتي بالله كبيرة، وما أعظمها من نعمة على الإطلاق أن يكون الله جل جلاله هو إلهي وسيدي ومولاي وهو الركن الشديد الذي أستند إليه في مواجهة النفس الخائفة والظروف المتغيرة وكرب الحياة وبلائها، فالثبات مطلوب منا في الشدة والرخاء.
سبحانه تقدست أسماؤه أعطانا أعظم سلاح لمواجهة كل الملمات والبلايا سلاح الدعاء (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) «غافر 60»، ندعوه سرا وعلانية نحتمي باسمه ونتوسل إليه بخشوع وبحب يغمرنا، نبكي ونذرف الدمع مدرارا ولكن القلب يهتف: ربي ملك السموات والأرض الهادي والكافي والناصر الجواد الكريم اللطيف الغني القادر الرحمن الرحيم.
سبحانه ما أعظمه ولا حد لكرمه وجوده وعطائه، يحدثوننا عن خطط سرية لفناء البشرية وعن أزمات عالمية وعن مخلوقات فضائية وغيرها من القصص، وفي كل عام يخرج لنا المنجمون بتنبؤاتهم وكذب المنجمون ولو صدقوا يحذروننا من حرب قادمة وغير ذلك، تحيطنا أحيانا الكآبة مما نسمع والبعض أصبح لديه جزع مما قد يحدث، قد تكون الخطط موجودة والمؤامرات حقيقة وليست من نسج الخيال ولكن المؤمن يعلم أنهم ينفذون أمر الله ومن منا يستطيع أن يمنع قدر الله إذا وقع.
الخوف والذعر والتوجس من الطبائع البشرية ولا ننكرها وقدرة البشر على التعامل معها متفاوتة، ولكن يظل التفاؤل صحة والتوازن مطلوب، فكيف إن تمازج التفاؤل بالإيمان والحرص فهل نخاف، إيماننا يعلمنا ألا نحزن وألا نخاف، فمن تعلق قلبه بالله سكنت روحه واستراح قلبه، ومن اهتم بحديث الناس اشتد قلقه واضطربت نفسه، للإيمان وحب الله قدرة عظيمة على أن تجعلك ثابت الجنان هادئا رغم كل الخطوب، ومن يخشى الموت فلن يمنع حقيقة قادمة لكل حي إذا حان موعده، ولكن بعد الموت حياة أخرى جميلة للمؤمن، نحتاج لأن نعيد بناء ثقتنا بالله لعلنا نعيد توازننا وأشهد أن لا إله إلا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله.
[email protected]