لم يسبق لي أن رأيت هذا العدد الواضح من المثليين والمتحولين جنسيا من الرجال كما رأيتهم هذا الصيف، ولا أخص بلدا معينا أو منطقة ما، إنما أستطيع القول إنني في كل مكان زرته هذا الصيف كنت أصادفهم، منهم رجال بشوارب ولحى غزيرة، ومنهم من غير شكله وانضم الى قائمة المتحولين جنسيا، مناظر مقززة للنفس السليمة، أعاننا الله على تحملها، حركات ناعمة جدا ورقة متناهية ورفرفة للرموش وصبغ الأظافر بألوان زاهية حديثة مع حركات دلع وغنج تدخلك في دائرة الشك حتى انك تظن المرأة العادية والقريبة منهم رجلا وليست امرأة لأن تصرفاتها أثقل منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نحن نعيش زمن الانقلاب في القيم والمبادئ والفكر والدين، زمن رفع يافطة الحرية التامة، وفي الواقع هو زمن الضياع، أنا لا أتحدث عمن ولدوا بهوية جنسية مختلفة، وهذا أمر يحدده الأطباء، إنما عمن يعانون من الاضطراب أو الانسياق منذ طفولتهم لعوالم ليسوا منها لسبب أو لآخر، تزايد أعداد المتحولين وجرأتهم هو مؤشر واقعي على أن الأمر فرض بأن يكون عاديا ولا يستهجنه المجتمع، ولكنه في نفس الوقت يدق ناقوس الخطر، فالأمر ليس بهذه السهولة فهو يعني انخفاضا في عدد الرجال في العالم في مقابل ارتفاع في عدد النساء، وكأن عدد النساء في العالم بحاجة الى ضخ أنواع جديدة، عدا الأمراض التي ستصاحب هذا الانحراف وانخفاض عدد المواليد والعديد من المشاكل التي ستعيشها المجتمعات.
سحبتني الذاكرة لبعض أحداث رواية من الخيال العلمي لكاتب وهو دكتور عظام مصري الجنسية يروي فيها قصة تعرض العالم لانفجار نووي كبير يقتل الكثير من الرجال والبقية القليلة تصاب بالعقم ما عدا رجلا واحدا فقط كان في غيبوبة كاملة ليصحو على ما حدث، وكيف أن العالم يصبح تحت قيادة نسائية تقاتل لمنع فناء العالم، يبدع الكاتب في وصف الأوضاع في العالم من أجل البقاء وصراع النسوة للوصول لهذا الرجل، وآلام الرجل النفسية لما يحدث له.
لا ننكر أن تيار الانحرافات في جميع صورها وأشكالها قوي ومدعوم من دول ومؤسسات، أداتها الإعلام عبر برامج وأفلام ومسلسلات وغيرها مهدت الطريق لتقبل هذه الأفكار وتزيينها وبالأخص لدى فئة الأطفال والشباب، وهذا يضاعف مسؤولية الوالدين في حماية عقول الأبناء.
التربية في هذا الزمن جهاد بكل معنى الكلمة، وخصوصا لدى المتمسكين بالدين والحريصين على الصحة النفسية والاجتماعية للأبناء مع الحفاظ على هويتهم التي ولدوا بها، إن النمو السليم للأبناء لا يقتصر على النظافة الخارجية والملابس الجميلة من الماركات العالمية ولا بالمدارس المتميزة ولا بإغداق المال والدلال، إنما بالتقرب من الأبناء ومشاركتهم الفكر الذي يغزو عقولهم ويحاصرهم بالحديث الدائم معهم مع التوجيه المستمر وغير المباشر وبحسب عمر الأبناء.
عقول الأبناء في هذا الزمن مشتتة مع كثرة التغيرات وتداخل المفاهيم وطوق النجاة الأول يتمركز في وعي الوالدين وبذلهما الوقت والجهد مع التقبل وبصدر رحب لكل ما يدور في أذهان الأبناء والحرص على زرع مثل عليا في حياة الأبناء وتعزيز مبادئ الدين الإسلامي وتشجيعهم على ممارسة ألعاب الكرة والسباحة واللعب بالسيارات وغيرها من الألعاب المشهورة للأولاد، الأبناء في هذا الزمن بحاجة ماسة للشعور بالقبول والحب والأمان من والديهم مع الاحتواء الدائم وتذكيرهم بأنهم أولاد وسيكونون رجالا في المستقبل مع الدعاء لهم بالحفظ.
[email protected]