في مسرح الحياة، أحداث لا تنتهي، أحداث كبيرة وأخرى صغيرة، فرح وحزن، خير وشر، انتصار وخسارة، شدة ورخاء، وأشياء وأشياء، متضادة ومتفاوتة، فعلى العاقل والفطن أن يفهم ويتفهم تلك الأشياء الحادثة في «المسرح»، حتى لا يتأفف بشكل لافت عند الشدة والحزن!، ولا يبالغ بشكل لافت عند التفاعل مع الرخاء والفرح، والتوازن بين هذا وذاك مطلوب ومندوب.
إذن، وأنت في مسرح الحياة، استقبل يومك راضيا وعالي الهمة، وكن على يقين بأن الله قد قسم كل شيء بعلمه وإرادته وتصرفه، فإن واجهت الخير في يومك أو داهمك الشر، فاحمد الله.
فوراء كل ذلك خير لك ولكن إدراكك قد يعجز عن تلمس حكمة الله خلف كل حدث.
فاحمد الله، وكن مع الله، واصبر على قضاء الله وقدره.
وأنت في المسرح، اعلم بأن «ملذات الحياة» لن تدوم، ومن المعيب والحمق أن تضحي بكل شيء من أجل تلك الملذات الفانية.
واعلم بأن ملذات الآخرة هي الدائمة، ومن الحكمة والكياسة أن تطوع كل شيء من أجل بلوغ تلك الدائمة.
فالحياة ممر.. والآخرة هي المستقر.
وصدق الله: (وللآخرة خير لك من الأولى).
وأنت في المسرح، سوف تجد أن الرجل والمرأة كلامهما يبحث عن الاستقرار.
ولكن هذا البحث لا بركة ولا خير فيه حين يكون الهدف منه «دنيوي بحت»، والخير والبركة تتولدان حين يكون الهدف ساميا ونزيها و«أخروي»، ويتطلع كل واحد من وراء هذا الهدف إلى بلوغ سلالم تجعله يرقى إلى ستر الله وعفوه ورضوانه.
وأنت في المسرح، اعلم بأن المنطق يقول إن:
الطريق المستقيم نتائجه مستقيمة،
والطريق «العوج» نتائجه معوجة،
لذلك، لينظر كل واحد في مساره، فمن سلك الطريق «العوج» فعليه ألا ينتظر نتائج مستقيمة - والعكس.
وأعلم وأنت في هذا «المسرح» أن من نعمة الله علينا أن جعل العقول نورا للأجساد حتى لا تسقط في وحل الضياع، ومن فقد صواب عقله ضاعت «مشيته».
وأنت في المسرح، عليك أن تدرك جيدا:
أن الذين آذوا البشر، والذين أراقوا الدماء، والذين أجرموا وانتهكوا وتمادوا بعدما تمكنوا، والذين ماتت الرحمة في قلوبهم وتحولوا إلى «وحشيين» ينهشون لحم الأبرياء، جميع هؤلاء، سوف يحاسبون حسابا دقيقا عند الله، وحينها لا ينفع الندم، والمظلوم سوف يقتص له الخالق.
وأنت في المسرح، حاول أن تشارك في الحياة بشكل ايجابي بحسب دائرتك ومحيطك، مثلا إن كنت كاتبا فاكتب المفيد، وأنا هنا أيضا أكتب ما يجول في النفس من أفكار وتصورات، أظن بها أنها ستحدث خيرا في أرجاء المجتمع.
وسنظل نكتب.. ونكتب.. فلعل ما نكتبه يكون شاهدا لنا بعدما تجف الأقلام وتطوى الصحف.
فما الإنسان بتصوري سوى: «لسان وبنان وقلب نابض بالمشاعر» والعاقل من طوع كل ذلك في طريق الخير خلال وجوده في هذا «المسرح».
ختاما: كانت لي هذه الأبيات:
يا رب انا ارجاك ستر الحال يا ربي
والعون والخير والتوفيق والطاعه
انثر لي الخير في كل خطوة بدربي
واجعل خفوقي قريب منك كل ساعه
إن كنت أنا بغرب.. يارب نور الغربي
وإن كنت في شرق نور شرق واتباعه
اجعل إلهي ضياءك دايم قربي
يروي دقايق حياتي نور.. بإشعاعه
لولاك أنا أهيم في ظلمات وكربي
وأعيش في ظلمة.. والنفس خداعه
قلبي على حبك المشهود متربي
اغفر إلهي خطايا القلب وأطماعه
ولا حان وقت الرحيل أرجاك يا ربي
تختم حياتي ختام ما به الواعه