ذهب عام 2023 وهو يحمل الأحداث المفرحة والمحزنة، وجاء عام 2024، ولا نعرف ماهية أحداثه، ولكن أفضل شيء نقوله مع استقبال العام الجديد هو الدعاء بالخير والبركة والتوفيق والنجاح فيما هو آت ـ بإذن الله ـ ونقول مع توديع الراحل: اللهم اغفر لنا ما كان منا من تجاوز، وتقبل منا ما كان منا من خير.
وها هي الأعمار تتناقص، والأيام تتوالى، والأحلام والطموحات تتغير وتتبدل بحسب مجريات الأيام وتتابعها، ويتحول السواد إلى بياض، وتتجعد الوجوه، وتنحني الظهور شيئا فشيئا، فلا دوام لحال، ولا شيء يبقى ثابتا على وضع معين، والكمال والدوام لله وحده.
وتتعاقب الأيام، وتأكلنا السنون بلا رحمة، وكأن السنين كالأسنان الحادة تنهشنا نهشا، ولكننا مؤمنون بأن كل شيء لابد وأن يتحول، وكما قيل: دوام الحال من المحال، وكلنا رضا بأقدار الله وقسمته، بخيرها وشرها، وسوف نجعل التفاؤل يتولد مع كل لحظة يائسة تمر علينا في يوم من الأيام.
وبين كل هذا، ونحن نراقب أحداث السنين، نتفكر ونتوقف، ولابد من التوقف والتفكر، ونرى خلف توقفنا وتفكرنا بأن أحداث السنين بها الجميل والقبيح، ونرى معارك هنا، ومعارك هناك، منها معارك حربية، وأخرى إعلامية، وأخرى سياسية، وتجارية، ولكن خلف وبعد تلك المعارك يبقى صاحب «الأخلاق» هو الفائز.
فكل شيء سيصبح من الماضي ولكن «صاحب الأخلاق» سيكون ذكره حيا بين الماضي والحاضر والمستقبل! وستبقى الأخلاق ـ الحسنة ـ هي خير ما يملك الإنسان.
دخل هذا العام، وسيرحل كغيره من الأعوام، وستمر الأحداث، وتتعاقب الأيام، وتتوالى الليالي ـ إلى أجل مسمى ـ ويبقى بين ذلك كله «الذكرى»، أو كما نقول «الصيت»، فمن جعل لنفسه «الصيب الطيب» نال العلا، ومن جعل لنفسه «الصيت الرديء» نال الخسران، ووضع لنفسه موضعا «دنيئا» في سجلات الزمن.
فاختر لنفسك أين تكون.. في هذا العام وكل عام!
***
ختاما: كانت لي هذه القصيدة، وأبتهل إلى الله راجيا، ونحن نستقبل العام الجديد، فأقول:
يارب انا أرجاك ودموعي تراودني
والقلب ناصيك يا علام بأسراره
أرجاك تقبل دعاي، أرجاك تسعدني
يا مالك الملك منك الخير مدراره
اغفر خطاياي وارحم ضعفي ومدني
من فضلك اللي ملا هالكون بآثاره
زيل الصعيبات عن دربي وسددني
وجنب حياتي طريق الشر وأخطاره
استر عيوبي ومن كل ذنب جردني
واجعل صحيفة حياتي دوم نواره
اكتب لي الخير وألهمني وساعدني
وكل باب للشر سده وادحر أضراره
ولا زارني الهم يا رحمن زودني:
بالقوة اللي تزيد الباس بإصراره
لا تجعل الهم في صدري يهددني
اقطع سبايب وجوده واقطع أخباره
لولاك انا أضيع، وهمومي ت بددني
واتبع هوى النفس والشيطان وافكاره
أعوذ أنا فيك، يا رب، وأنت تنجدني
يا عون من لاذ، يا منصاه، يا جاره
hanialnbhan@