الحديث عن الأخلاق يجب أن يكون حديثا متكررا ومتصلا وغير منقطع، لأن سلامة الأخلاق بها سلامة للمجتمع، ودون سلامة الأخلاق لا سلامة لأي مجتمع، لذلك الأخلاق ذات أهمية قصوى، وتكرار الحديث عنها شيء لا بد منه، بل هو واجب علينا، والمجتمعات تحفظ حين تبقى بها الأخلاق مصونة ومحفوظة، وتتلاشى حين لا تحفظ الأخلاق.
وكم يتألم القلب حين يرى «السقوط الأخلاقي» يتفشى في بعض الأوساط، أو يتسيد بعض الأذهان والمشاهد، وهنا يكون اللوم والتساؤل ذا اتساع كبير، ويطول هذا اللوم والتساؤل الكثير من الناس، وحينئذ نقول متسائلين ولائمين:
أين العقلاء والحكماء وأهل العدل؟
أين أولئك «الأجاويد» الذين يعرفون قدر الناس ويحفظون للناس كراماتهم ومنازلهم؟!
أين أهل (الدين)؟ أين وأين وأين …؟!
أين كل هؤلاء عن ذاك (السقوط)؟
فكل فرد له دور يجب أن يقوم به!
> > >
ومن صور السقوط الأخلاقي.. أن نرى سب البشر واحتقارهم، وشتم أعراضهم، وانتهاك الحدود الأخلاقية.. وهذا ليس بمسلك الفضلاء، بل هو تجاوز صارخ، وأسلوب التجاوز على الآخرين لن يكون هو الأسلوب الأجدر والأنسب لحل «المشاكل العالقة»، يجب أن نعي هذه الحقيقة جيدا.
ويجب أن ندرك أن هذه الدنيا بأكملها لا تستحق أن نفعل ببعض أشنع الأفاعيل من أجل شيء زائل، ويجب أن ندرك جيدا أن حماية «كيان الإنسان» لا تتأتى دون مسلك «الخلق الحميد».
ومن يتابع وسائل التواصل، ويرصد مسألة الأخلاق فيها يأسف على بعض ما يراه هناك، فكم هو مؤسف أن نرى نشر الكلام الجارح بين الناس، وقد يكون ذلك طلبا للمال على حساب «الكرامة»، نسأل لهؤلاء الهداية.
وهنا دعونا نتساءل:
ما فائدة الأجساد حين تفقد كرامتها؟!
لا قيمة لتلك الأجساد، ولا وجود لها، وإن تنفست الهواء، ونبضت القلوب بين جنباتها!
لذلك أيها الإنسان: كفاك نهشا في أخيك «الإنسان» فأنتما من تراب وإلى التراب عائدان!
قبل الختام: في كل طبقات المجتمع هناك ثلة من الناس «الأجاويد»، لا يظلمون، ولا يبهتون الناس، ويرفضون كل صور التعدي والظلم والبهتان وكل صور التجاوزات اللاأخلاقية، ويحترمون إنسانية الإنسان بحد ذاتها، بصرف النظر عن كل تفاصيل أخرى، وبمثل هؤلاء تحفظ المجتمعات والأوطان والإنسان معا، وهم المصد القوي لكل «جاهل وسفيه» يبث سوء الأخلاق.
وتبقى الأخلاق الحسنة هي أثمن ما يملك الإنسان.. ودمتم.
٭ بالختام: يسعدني أن أشارككم قصيدة لي قلت بها:
مد اليمين وصافح وسامح الكل
خلك سموح ولك فعول (ن) نبيله
نق الفؤاد وصف روحك من الغل
اللي مضى من داخل الروح زيله
انسى الجروح وكل ماجاك من خل
ترى المسامح له منازل جليله
خلك يصيب ويخطي وكلنا انزل
وطبع العفو طبع الرجال الأصيله
حلل جميع الناس لا تحقر الحل
بالحل ترقى للجنان الظليله
راعي السلام اللي يسامح بلا ذل
الله معاه ودايم (ن) هو دليله
HaniAlnbhan@